عنوان الفتوى : حق على الله إكرام زوار المساجد
أرجو الإفادة عن صحه ما يلى: سمعت بأحد الأشرطة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خير بقاع الأرض المساجد وأن الناس في مساجدهم والله في قضاء حوائجهم وأن خير الناس أولهم دخولا للمسجد وآخرهم خروجا.جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه قد ثبت في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها، قال النووي: لأنها (يعني المساجد) بيوت الطاعات وأساسها على التقوى. إلى أن قال: والمساجد محل نزول الرحمة والأسواق ضدها.
وأما ما ذكر من أن الناس في مساجدهم... إلى آخره، فلم نطلع على نص صريح في هذا المعنى، أي لم نطلع على حديث بهذا الخصوص، إلا أن المسلم ما دام في المسجد ينتظر الصلاة فهو كالمصلي، والمصلي له أن يدعو الله تعالى قضاء حوائجه في الدنيا والآخرة، وهذا مظنة إجابة الدعاء، ويستأنس بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه كما في صحيح الترغيب والترهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن للمساجد أوتادا والملائكة جلساؤهم إن غابوا يفتقدونهم وإن مرضوا عادوهم وإن كانوا في حاجة أعانوهم. وبما أخرج الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: إن بيوت الله في الأرض المساجد، وإن حقا على الله أن يكرم الزائر. ذكره السيوطي في الدر المنثور.
وكذلك ما ذكر من أن خير الناس أولهم دخلولاً للمسجد وآخرهم خروجاً منه، فلم نطلع على خبر يفيد هذا المعنى، لكن الذي يستفاد من الحث على المسارعة إلى الخيرات وفضل المكث في المسجد للعبادة يدل على أن من يهتم بأن يكون من أول الناس ذهاباً إلى المسجد، وأن يكون من آخرهم خروجاً منه أنه من خير الناس، والشواهد على هذا كثيرة.
والله أعلم.