عنوان الفتوى : لو كنت مفضلاً أحداً لفضلت النساء
جزاكم الله خيراً عنا وعن المسلمين، أخي أبعث إليك هذه الرسالة وتحتوي على ما يلي: أنا شاب أبلغ من العمر (40) سنة ولدي أولاد ذكور وإناث عدد (7) ولي أب وأم على قيد الحياة ولي أخ واحد ولديه (8 أولاد ) ولي أخوات عددهن (6) متزوجات، كنت أعمل في إحدى الدول واستثمرت مالاً يقارب (100000) مائة ألف ريال وكانت الأموال ترصد عند الوالد وقام ببناء بيت لي من ممتلكات الوالد وبعد عودتي من الغربة طالبت بمالي فقال أنت ومالك لأبيك فقد زوجتك وبنيت لك بيتا وجعلتك رجلا فذهبت لأخي وطالبته بمالي الذي لديه فقال أعطيته لوالدي وخرجت من الغربة بلا مال، فالتحقت بالعمل بإحدى الدوائر الحكومية ولم أقصر من جهة الوالد والوالده والأخ والأخوات حتى الآن وقام الوالد والأخ بالاتفاق سوياً وإنشاء متاجر ومؤسسات بهذه الأموال وأتقرب إليهم ليس طمعاً وإنما خشية من الله وخوفاً وليتعلم أبنائي رغم هدر الحقوق، ولكن للوالدين تذهب الحقوق وتنحني الطاعة لهما وقد جاء موعد عيد الفطر وابنائي يشاهدون أبواي كيف يعطفون ويهدرون الأموال على أبناء أخي وأخواتي، وأبنائي عندما يتقربون لهم ينفرون منهم ففي الليله السابعة والعشرون من رمضان خرجت إلى سطح البيت وقلت بما يلي: اللهم إن كان لي حق عندهم فأذهب عنهم هذا الثراء -وكان هذا الدعاء من شدة الألم حيث إنني طلبت منهم ما يقارب ألف ريال وأني مسامح بالباقي وذلك لشراء ملابس للأولاد حيث يرون أبناء عمهم يرتدون ويمتلكون الأموال -وحكمة الله في ذلك تناثرت الأموال وأصبح الفقر يعم عليهم- وقد ندمت على ذلك، وفي نهاية هذا الأمر تبين لي بأن أخي قد امتلك الأرض والمنزل الذي يقطن به دون علمي وعلم أخواتي وبعد أن دب الخلاف بين والدي وأخي وقام أخي وأهل بيته بإخراج الوالد والده من بيتهم (أبلغوني أهل بيتي الحق أبويك فأن وجوههم متقدرة فأتيت وإذا بهم يتألمون من تصرف الأخ فراضيتهم بالكلام وقمت بتقديم راتبي الشهري لهم وبدأت آخذ مصروفي ومصروف أبنائي منهم لمدة الثلاثة أشهر تقريبا ، وقام الوالد بإعادة الراتب ، وهم ما زالوا يقطنون عندي- وبعد ذلك قام الوالد بالطلب مني بان أذهب معه لأسجل هذا البيت والأرض التي عليها فرفضت لأن لدي أخوات، فقال فقد سألت أخواتك ووافقن على ذلك فرفضت وبدأ يرسل لي من سيكون له سيطرة على رأيي فلم أستجب وفي النهايه قال أنا قد سجلت لأخيك بيته وأرضه وبقي أنت فرفضت وجلب أخواتي لي وقمن بإقناعي فوافقت على ذلك شريطة أن يسجل بوصية لهن بتعويضهن مالاً حال الاستطاعة بذلك وليس لي المقدرة على تقديم المال الكافي لهن حيث أستطيع أن أقدم ما يقارب 500 ريال لكل واحدة منهن والمبلغ الذي قمت بكتابته لهن ما يقارب 5000 ألف ريال، أعينوني أعانكم الله بفتواكم، وأريد أن أعطيهن حقهن قبل اللقاء والحساب (ملاحظه): أبواي يقيمان عندي وهم في عناية رب العالمين وأنا قائم على إرضائهم ولا أرى منهم إلا كل الخير والدعاء المستمر لي؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتسوية بين الأبناء في العطية في أحاديث صحيحة ، حملها بعض أهل العلم على الاستحباب وحملها بعضهم على الوجوب وهو الراجح إن شاء الله تعالى، تجد ذلك مفصلاً في الفتوى رقم: 6242.
وعلى ذلك فإن كان والدك قد أعطى لأولاده الآخرين شيئاً مقابل ما أعطاك من البيت وأرضه أو كانوا رضوا بذلك عن قناعة وطيب نفس فلا مانع من ذلك إن شاء الله تعالى إذا كانوا أهلاً للتصرف.
وما دام والدك قد وهب لأخيك بيتاً ورضيت أخواتك بالتعويض فلا بأس إن شاء الله تعالى بهذه العطية، ولكن على أبيك أن يعوض أخواتك أيضاً عن البيت الذي كتب لأخيك حتى يحصل العدل بين الأبناء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: سووا بين أولادكم في العطية فلو كنت مفضلاً أحداً لفضلت النساء. رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في السنن.
والله أعلم.