عنوان الفتوى : خطر القول بأنك لا تحبين الله بسبب إزعاج البنت
ابنتي تزعجني دائما بطلباتها ولضمان الرد عليها تقول لي لو تحبين ربك اعملي كذا، ولكن في بعض الأحيان أقول لها لا أحب ربي حتى تيأس من الرد عليها، فما حكم ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن محبة الله محبة أعظم من كل شيء فرض، وهي أصل دين الإسلام وبكمالها يكمل الإيمان وبنقصانها ينقص، فعليك بسؤال الله أن يرزقك محبته، واسعي في تحصيلها وتذكري نعمه التي أسبغها عليك حتى تنمو تلك المحبة، قال الله تعالى: قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ {التوبة:24}، قال البيهقي في الشعب: أبان بهذا أن حب الله ورسوله..... فرض.. وبمثل ذلك جاءت السنة. انتهى، وفي الحديث: أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه. رواه الترمذي والحاكم والطبراني والبيهقي. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي إلا أن في سنده عبد الله بن سليمان النوفلي قال عنه الذهبي في الميزان: فيه جهالة. وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه فقال: اسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وبناء عليه فإنه لا يسوغ شرعاً بل يعتبر منكراً من أعظم المنكرات -إن لم يصل إلى الكفر المخرج من ملة الإسلام- أن تصرحي بأنك لا تحبين الله بسبب إزعاج البنت لك، وإنما المفروض أن تعلقي قلب البنت بالله وأن تحرضيها على سؤاله الحاجات وأن تعوديها على الاستعانة بالصلاة والدعاء بالاسم الأعظم أوقات الإجابة.
والله أعلم.