عنوان الفتوى : ماذا يُفعل بعد الموت
ماذا يُفعل بعد الموت؟
هناك جملة من الآداب المشروعة بعد الموت مباشرة، وقبل الغسل، نذكرها هنا؛ لأنها ملحقة بحالة الاحتضار، وكثيرًا ما يحتاج إليها الطبيب الذي يعالج المريض، فقد يموت بين يديه، فماذا يصنع عندئذ ؟
أولها: أن يغمض عينيه، لما روى مسلم: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل على أبى سلمة بعد وفاته، وقد شق بصره، فأغمضه، وقال :”إن الروح إذا قبض تبعه البصر”. (مسلم في الجنائز 920).
ولأنه لو لم يغمضه لبقيت عيناه مفتوحتين، وقبح منظره، وقد يساء به الظن.
وثانيها: أن تشد لحياه بعصابة عريضة، تأخذ جميع لحييه، ويربطها فوق رأسه، لئلا يبقى فمه منفتحًا.
وثالثها : أن تلين مفاصله، بأن يرد المتعهد له ساعده إلى عضده ثم يمدها، ويرد ساقيه إلى فخديه، وفخديه إلى بطنه، ثم يردها، ويلين أصابعه أيضًا، ليكون الغسل أسهل فإن في البدن عقب الموت بقية حرارة، إن ألينت المفاصل في تلك الحالة لانت، وإلا لم يمكن تليينها بعد ذلك.
ورابعها: أن يخلع ثيابه، لئلا يحمى جسده، فيسرع إليه الفساد ويتغير، وربما خرجت منه نجاسة فلوثتها.
وخامسها: أن يسجى بثوب يستره، لما روت عائشة : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حين توفى، سجى ببرد حبرة. (مسلم في الجنائز 942).
وسادسها: أن يوضع على بطنه ثقل مناسب، لئلا ينتفخ.
قال العلماء : ويتولى هذه الأمور أرفق أهله ومحارمه به بأسهل ما يقدر عليه. (فتح العزيز في شرح الوجيز للرافعي، المطبوع مع المجموع للنووي 5 / 112 -114).
أما ما بعد ذلك مما يتعلق بتجهيز الميت وغسله وتكفينه والصلاة عليه…إلخ، فلا يدخل في إطار أحكام المرضى، بل يدخل ضمن أحكام الموتى، أو أحكام الجنائز، فتبحث هناك.
وبالله التوفيق.