عنوان الفتوى : العلاج الناجع لقطع دابر وسواس قضاء الحاجة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

جزاكم الله كل الخير إخواننا على ما تقدموه لنا ونسأل الله لنا ولكم التوفيق في الدنيا والآخرة. إخواني أنا شاب في المرحلة المتوسطة, أعاني من مشكلة السلس ( البول والمذي وأحيانا الودي ), وأعاني كثيرا من ذلك حيث تضيع مني غالبا الصلوات عن أوقاتها وخاصة صلاة الجماعة مع المصلين, إضافة إلى المشاكل الشخصية التي أتعرض لها سواء في البيت أو المسجد أو مع الأصدقاء, فهذا لا يسبب لي الحرج بقدر ما يسبب لي المضايقة. وأعاني في بيتي مع والداي بسبب المكوث طويلا في الخلاء وعدم قيامي بواجباتي تجاه الصلاة والدراسة وأي شيء آخر خاصة أنه لا يعلم أحد بذلك, وعاهدت الله من قبل أن لا يعلم بهذا الشيء إلا طبيب إذا أردت العلاج أو شيخ من خارج المنطقة في حال

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى لنا ولك الهداية والشفاء من كل الأمراض والأوجاع الظاهرة والباطنة، ثم إننا نشعر في ثنايا كلامك أنك وضعت يدك على الداء وعلى الدواء في آن واحد، فالحل إذن بيدك بعد توفيق الله تعالى. فقد ذكرت أنك تقترف بعض المعاصي وهذا ـ لعمري ـ داء فظيع وسبب لكل تعاسة وشقاء وعناء في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ{الشورى:30}. ونظر الفتوى رقم: 20090، والفتوى رقم: 46551. وقد ذكرت أيضا أن الهم والغم يلازمانك دائما إلا في الأوقات التي تلتزم فيها بصدق مع الله تعالى فهذا ـ والله ـ هو الدواء النافع، فالتزم دائما بصدق مع الله تعالى، وتب إليه توبة نصوحا وفر إلى طاعته وابتغاء رضوانه من خطوات الشيطان وعصيان ربك الرحمن، والتجئ إلى ربك بصدق وإلحاح فهذا هو الدواء الحقيقي. ثم إنه من الواضح من كلامك أنك تعاني من الوسوسة في الطهارة وأفضل علاج لها هو الإعراض عنها جملة وتفصيلا ،كما قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى لما سئل عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب بقوله: له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين وأقبح منهم كما شاهدناه في كثير ممن ابتلوابها وأصغواإليها وإلى شيطانها الذي جاء التنبيه عليه منه صلى الله عليه وسلم بقوله: اتقوا وسواس الماء الذي يقال له الولهان. انتهى.

ثم إن العبادة مبناها على التخفيف ورفع الحرج قال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج: 78}. فيكفيك الاستنجاء بعد سلت الذكر ونتره نترا خفيفا حتى يغلب على ظنك انقطاع مادة البول ونحوه، ولا تتبع الأوهام والشكوك لما في ذلك من خطورة على المسلم في دينه ودنياه. قال الدردير في شرحه لمختصر خليل المالكي أثناء ذكره لطريقة الاستنجاء في حق الرجل: السلت والنترأ أي أن يكون كل منهما خفيفا لا بقوة لأنه كالضرع كلما سلت بقوة أعطى النداوة ولأن قوة ذلك توجب استرخاء العروق ويضر بالمثانة أي مستقر البول إلى أن يغلب على الظن انقطاع المادة ثلاثا أو أقل أو أكثر، وينبغي أن يخفف زمنها ولا يتبع الأوهام فإنه يؤدي إلى تمكن الوسوسة من القلب وهي تضر بالدين والعياذ بالله تعالى. انتهى. هذا إضافة إلى استحباب نضح الفرج والسراويل بالماء دفعا للوسوسة، قال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن ينضح على فرجه وسراويله ليزيل الوسواس عنه، قال حنبل: سألت أحمد: قلت: أتوضأ وأستبرئ وأجد في نفسي أني قد أحدثت بعده قال: إذا توضأت فاستبرئ ثم خذ كفاً من ماء فرشه على فرجك ولا تلتفت إليه فإنه يذهب إن شاء الله. وقال النووي في المجموع: يستحب أن يأخذ حفنة من ماء فينضح بها فرجه وداخل سراويله وإزاره بعد الاستنجاء دفعا للوسواس، فهذه النقول تفيد كلها أن المرء ليس مطالبا بتتبع الأوهام والوساوس. انتهى. وللفائدة راجع الفتوى رقم:51601 .

والله أعلم.