عنوان الفتوى : المعاصي من أسباب حرمان الرزق
لقد تعرفت على فتاة وتعلقت بها واتفقنا على الزواج ولكن الفتاة كان بها بعض الملاحظات على شخصيتها كانت تدخن حاولت تغييرها لكن للأسف وخلال ذلك نتج حمل وذلك دون أن يكون إيلاج وتم إجراء عملية تنظيف لها وكان الحمل في الشهر الأول بداية الثاني وهنا طلبت منها أن نتزوج ويكون الزواج سريا ولكن بمعرفة بعض الأصدقاء وشخص من أقربائها ثم نعلن الزواج ولكنها رفضت الفكرة مع العلم بأنني متزوج، ولقد أخبرت زوجتي بنيتي بالزواج من الفتاة رفضت وطلبت الطلاق وتأزمت الأمور بيننا وبسبب ذلك فقدت وظيفتي وتعرضت لمشاكل كثيرة ومازلت أعاني منها حتى الآن مع العلم بمرور سنة على الموضوع . وفي النهاية تركت الفتاة لخوفي على أسرتي وتبت إلى الله، وأيضا الفتاة ذهبت للحج ومع ذلك ما زالت تبعث لي مع شخص قريب لنا رسائل تريد أن أصحح الخطأ وهي ضد فكرة الزواج السري في الوقت الحاضر . ماذا أعمل وهي تريد أن تلتقي بزوجتي لكي تخبرها بالموضوع وأخبرتها أن الله سترنا فهل تريدين الفضيحة الآن أتمنى من الله أن يقبل توبتي وسؤالي هو هل دعاؤها علي سبب ما أنا فيه من مشاكل . مع العلم بأنها تعيش لوحدها خارج بلدها وأهلها في دولة أخرى . أرجوكم إفادتي ولكم الخير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد دل القرآن والسنة الصحيحة على أن الذنوب سبب في مصائب العبد وحرمانه من الرزق، قال سبحانه :[وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ] (الشورى:30). وفي مسند أبي يعلى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه ابن ماجه وصححه السيوطي.
وبهذا تعلم أن سبب ما أنت فيه من شدة قد يكون مرده إلى هذه الذنوب التي اقترفتها، والآن وبعد أن من الله عليك بالتوبة، فنرجو أن يصلح الله تعالى حالك ويكشف عنك هذا الضيق فالتزم التوبة وكثرة الطاعة فإن ربنا الكريم يقول: [وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى] (طـه:82).
ومن لوازم التوبة قطع الصلة بتلك المرأة، إلا إذا تأكدت من صدق توبتها، فلا مانع من الزواج بها، وانظر الفتوى رقم: 14494.
والله أعلم.