عنوان الفتوى : الوفاء بالخطبة مطلوب شرعا ما لم يوجد مسوغ شرعي لفسخها
هل من تقدم لخطبة فتاة لأنه كما قال معجب بها منذ فترة طويلة جدا وصمم على الخطبة بالرغم من أنه يعرف أن هذه الفتاة قد خطبت من قبل وأن موقفها حساس إذا لم يتم الزواج هذه المرة ولكنه أقنعها أنه يحبها منذ وقت طويل وأنه واثق من هذا الحب وأنها هدية له من الله حتى تعلقت به الفتاة لأقصى درجة من فرط ما كان يظهر لها من حب وحتى أهلها تعاملوا معه بما يرضي الله ولم يعترضوا له على أي شيء من أجل سعادة ابنتهم. ثم فجأة تغير هذا الشخص للنقيض تماما وأصبح حتى لا يريد الكلام معها وتركها لمدة شهر لا تعرف ما مصيرها ثم فاجأها بقرار الانفصال بالرغم من محاولاتها لفهم ما يجري ولكن دون جدوى فقط قال إنه لم يجد منها ما يتوقعه من حنان بالرغم من قصر مدة الخطبة التي لم تتعد الشهر فكيف استطاع أن يحكم في هذه الفترة وكيف استطاع أن يتغير من حب جارف إلى رغبة في الانفصال بهذه السرعة سؤالي هو: هل ذلك الشخص يعد كاذبا أو ظالما وسوف يعاقبه الله على ذلك؟ هل ما حدث يعد ظلما وتسرعا بلا مراعاة حقوق ومشاعر الآخرين؟ وهل إذا لم تسامحه هذه الفتاة لن يسامحه الله؟ وهل الدعاء في هذا الموقف بأن يأخذ الله حقي منه وأن أرى هذا اليوم حرام أو يعتبر دعاء عليه وما هي الأدعية التي أقولها حتى يعينني الله على الصبر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عن هذه الأسئلة، نود أولاً أن نبين لك حكم الحب بين الرجال والنساء، فراجعي فيه ما كنا قد كتبناه في فتوانا رقم: 4220.
وفيما يتعلق بما سألت عنه، فإن الخطبة هي مجرد وعد بالزواج وليست أمراً ملزماً، بل يجوز لكل من الطرفين فسخها، ولكن ينبغي الوفاء بها ديانة إذا لم يكن ثم مسوغ شرعي لفسخها، ولا سيما إذا كان ذلك يمكن أن يؤدي إلى إعراض الخطاب عن المرأة.
وعليه، فلا يمكن القول بأن هذا الشخص يعد كاذباً أو ظالماً أو أن الله سوف يعاقبه على ذلك، إذا لم تسامحه هذه الفتاة، ولا أن ما حدث يعد ظلماً إلى آخر ما سألت عنه... وبالتالي فلا يجوز الدعاء عليه، لأن الدعاء إنما يجوز على الظالم. وراجعي في الدعاء على الناس ما يشرع منه وما يمنع فتوانا رقم: 20322.
وأما الأدعية التي يمكن أن تعينك على الصبر، فهي كل دعاء ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم، وقد بينا في الفتوى التي أحلناك عليها شروط إجابة الدعاء.
والله أعلم.