عنوان الفتوى : كراهة الجلوس على القبر والاتكاء عليه
هل يجوز قراءة القرآن جماعة وبنغمة واحدة، هل يجوز الجلوس على قبور قديمة (أكثر من 70 سنة) لتعلم قواعد التجويد ولا يوجد مكان آخر لذلك, وتوجد في مكان يدعى "الزاوية" وهي مستوية مع الأرض ومغطاة بالزرابي؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق لنا بيان أقوال العلماء في قراءة القرآن جماعة بصوت واحد في الفتوى رقم: 27933 فراجعها.
وأما الجلوس على القبور فقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث، منها قوله صلى الله عليه وسلم: لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر. رواه مسلم في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم: لأن أمشي على جمرة أو سيف أو أخصف نعلي برجلي أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم. رواه ابن ماجه وصححه البوصيري وجود إسناده الألباني، وقوله صلى الله عليه وسلم: لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها. رواه مسلم.
وبناء على ذلك ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة والظاهرية إلى كراهة ذلك، قال النووي في المجموع: كراهة الجلوس على القبر والاتكاء عليه والاستناد إليه، قد ذكرنا أن ذلك مكروه عندنا، وبه قال جمهور العلماء.
وذهب المالكية وبعض الحنفية إلى جواز ذلك، وحملوا الأحاديث السابقة وما في معناها على الجلوس لقضاء الحاجة على القبر، والراجح هو قول الجمهور لأن الأحاديث أطلقت النهي ولم تقيده.
وذهب جمهور الفقهاء إلى جواز نبش القبور الدارسة للانتفاع بمكانها على تفصيل ذكرناه في الفتوى رقم: 19135 فراجعها، هذا إذا نبشت، أما قبل أن تنبش فإن الحكم هو ما ذكرناه أولاً.
والله أعلم.