عنوان الفتوى : تختم الرجال بالياقوت وهل تختم به علي

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل صحيح أن سيدنا علي بن أبي طالب كان تختم بالياقوت؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف فيما اطلعنا عليه من كتب السير والتاريخ أن عليا رضي الله عنه اتخذ خاتماً من ياقوت، مع أنه لا مانع من ذلك عقلاً ولا شرعاً، فإنه يجوز للرجل اتخاذ الخاتم من جميع المعادن ما عدا الذهب لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من النهي عن اتخاذ خاتم الذهب بالنسبة للرجال، ففي حديث البراء رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع وعددها حتى بلغ ونهانا عن التختم بالذهب. متفق عليه، وقد نزع صلى الله عليه وسلم خاتماً من الذهب كان في يد أحد الصحابة وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة فيضعها في يده. أخرجه مسلم بمعناه.

وقد اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من فضة: فكان في يده ثم كان في يد أبي بكر ثم كان في يد عمر ثم كان في يد عثمان حتى وقع منه في بئر وقد كان نقشه محمد رسول الله. متفق عليه، وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم فضة في يمينه فيه فص حبشي كان يجعل فصه مما يلي كفه. متفق عليه. 

فيجوز اتخاذ خاتم الفضة والنحاس والياقوت وجميع المعادن ،وقد رويت بعض الآثار في فضل خاتم الياقوت منها: تختموا بالزمرد فإنه يسر لا عسر فيه. قال ابن حجر: موضوع. ومنها: من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيراً. وفي إسناده أبو بكر بن شعيب عن مالك ويروي عنه ما ليس من حديثه.

ومنها حديث: تختموا بالياقوت فإنه ينفي الفقر. قال الشوكاني في إسناده وضاع، وفي لفظ: من اتخذ خاتما فصه ياقوت نفى الله عنه الفقر. قال ابن عدي وابن حبان باطل ونحو ذلك من الآثار إلا أنها كلها ضعيفة أو موضوعة، كما قال السخاوي في المقاصد الحسنة.

وبعض هذه الآثار يروى عن علي رضي الله عنه قال العجلوني في كشف الخفاء وروي عن عبد خير عن علي قال: التختم بالياقوت ينفي الفقر قال: وسمعته يقول التختم بالعقيقة بركة. وأما كونه رضي الله عنه اتخذ خاتماً من ياقوت فلم نقف على نص بذلك ولا مانع أن يكون اتخذه.

والله أعلم.