عنوان الفتوى : ترك الإنفاق يسوغ طلب الطلاق
أنا امرأة متزوجة منذ 22 سنة مقيمة في فرنسا عندي مشكلة مع زوجي منذ أن تزوجنا لا ينفق على أولاده وأنا التي اشتغلت عليهم وكبرتهم، مع العلم بأنه يشتغل وعنده مبالغ كبيرة في البنك، ويضربني أمام أولاده ودائما مشاكل في البيت وأصبح الآن لا يكلمني ولا يهتم بشؤون الأولاد، والمشكلة أن ولدي الأكبر لما بلغ عمر 19سنة ترك البيت من أجل المشاكل في البيت، وهو الآن مقيم مع أصحابه وأنا الآن خائفة من البنات عندما يبلغون سن 18 يتركون البيت كما فعل أخوهم، فأنا لا أريد أن أضيع أولادي، فماذا أفعل هل أطلق زوجي أم أبقى معه وأصبر؟ وجزاكم لله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيجب على الزوج أن ينفق على زوجته وأولاده وتقدم بيانه في الفتوى رقم: 8497.
كما أنه لا يجوز ضرب الزوجة بغير نشوز، ويجب معاشرتها بالمعروف، لقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، كما أنه لا يجوز هجرها بالكلام أكثر من ثلاثة أيام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. متفق عليه.
ويحرم التخلي عن الأولاد وعدم الاهتمام بشؤونهم، وفي الحديث: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته....
وينبغي توفير جو مناسب لتربية الأبناء ومحاولة إرجاع الولد إلى البيت، وعدم تركه مع أصدقائه لا سيما إذا كانوا أصدقاء سوء، والحذر كل الحذر من خروج البنات من البيت، فإن البنت ليست كالولد فهي معرضة لمخاطر لا تخفى.
فينصح الوالد بتقوى الله في أهله وأولاده، وبحسن معاشرة زوجته، وبالإنفاق على أهله وولده والاهتمام بشؤونهم، ويستعان على نصحه بمن له تأثير عليه، فإن استجاب وإلا فمن حق الزوجة طلب الطلاق في هذه الحالة.
والله أعلم.