عنوان الفتوى : النكات المتضمنة آيات قرآنية

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

لي صديق جمعني وإياه حفل عرس لأحد الأخوة فأراد أن يلقي نكتة أو طرفة علينا وهو من هذا النوع الذي يكثر من سرد النكت فقال تلك النكتة وهو أن أحدهم قد نزل عنده ضيف فذبح له دجاجة حتى إذا صار الغداء أحضر اللبن والخبز لكي يأكل منه الضيف ريثما تأتي الدجاجة وأبلغ زوجته أن لا تحضر الدجاجة لكي يشبع الضيف من اللبن ويوفر الدجاجة وأخبر الضيف أن أهل بيته يسخنون الدجاجة في الفرن وشبع الضيف من اللبن والخبز وفي العشاء عمل نفس الشيء وكذلك في غداء اليوم الثاني فما كان من الضيف بعد أن نفذ صبره إلا أن قال لصاحب البيت أن دجاجتك هذه مثل{ آل فرعون تعرض على النار غدواً وعشيا } فما وسعني إلا أن أوقفه وأقول له إن كلام الله يجب أن يوقر ويعظم ولا يتخذ في أماكن التنكيت والضحك فقال سبحان الله وما قلتُ ؟ أنا لم أقصد كلام الله ثم قال لي إن من أورد هذه النكتة هو ابن قيم الجوزية في أحد كتبه وإن العلماء يتسامرون بمثل هذا فلم أوافقه على قوله هذا وقلت له هات ما يثبت ما تقول فقال سأبحث لك على مثل هذا وتمسك بكلامه وتمسكت باحترام آيات الله وإيجاب إنزالها في محلها من توقير وتعظيم علماً أن هذا الشخص هو خطيب المسجد الذي نصلي فيه . وأني إذ أطرح سؤالي هذا لا يراودني أدنى شك بصحة موقفي ولكن لكي آتي بما يقنع هذا بخطأ موقفه ولا يكون من الذين إذا قيل لهم اتقوا الله أخذتهم العزةُ بالإثم . وبارك الله فيكم.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: 

فمما لا ريب فيه أن الإيمان بكتب الله ركن من أركان الإيمان، والإيمان بها يقتضي تعظيمها وتوقيرها ، والاستخفاف بها، وجعلها عرضة للتنكيت وإضحاك الآخرين ينافي ذلك التعظيم المستلزم للإيمان.

ولكن التنكيت أحيانا قد لا يتنافى مع التعظيم، فقد روى الترمذي في باب مزاح النبي صلى الله عليه وسلم من كتابه "الشمائل": ثنا عبد بن حميد، ثنا مصعب بن المقدام، ثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: أتت عجوز النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ادع الله لي أن يدخلني الجنة. فقال: "يا أم فلان، إن الجنة لا تدخلها عجوز". قال: فولت العجوز تبكي، فقال: "أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز؛ إن الله تعالى يقول: "إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا".

وقال الترمذي: ثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، ثنا عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله، إنك تداعبنا. قال: "إني لا أقول إلا حقا" تداعبنا يعني تمازحنا. وهذا الحديث قد صححه الشيخ الألباني وغيره.

وبناء على هذا، فلا نرى بأسا بنكتة ذلك الضيف، لكن ترك مثلها أحوط للدين، وأولى بالورع.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
مناجاة الله تعالى بصيغة الجمع
قول: "الله ومحمد معاك"
حكم ومعنى قول: طول نخلة، وعقل سخلة
حكم قول: (يا ليل) عند الضجر وضيق الحال
قول: "أنت جميل للدين" بمعنى: كثير الجمال
قول: الله وفّق فلانًا لصلاحه أو لأنه لا يملك شهادات
حكم قول: أنت في أمان الله وأمانِي أنا
مناجاة الله تعالى بصيغة الجمع
قول: "الله ومحمد معاك"
حكم ومعنى قول: طول نخلة، وعقل سخلة
حكم قول: (يا ليل) عند الضجر وضيق الحال
قول: "أنت جميل للدين" بمعنى: كثير الجمال
قول: الله وفّق فلانًا لصلاحه أو لأنه لا يملك شهادات
حكم قول: أنت في أمان الله وأمانِي أنا