عنوان الفتوى : تسخط البنات والتعيير بإنجابهن
أشكركم على إجابتكم لسؤالي وأعود لأطرح سؤالا يرتبط بما أجبتم به بخصوص القدر ودعاء الوالدة، والموضوع كالتالي: قبل مدة كنت حاملا وأخبرني الطبيب أن الحمل أنثى, فعندما علمت أمي غضبت وخاصمتني ولم تتحدث معي وكانت تسأل عني عن طريق أختي، وبعد فترة بادرت بالحديث معها مخافة الله فذهبت أنا وزوجي للسوق ودعوتها للقدوم معنا، فأتت وبينما نحن في أحد المحال التجارية إذا بها تقول لزوجي أه يا أبا البنات، مع العلم بأن الله رزقنا ذكورا وإناثا والحمد لله إلا أنها تريد أن أحمل دائما بذكور و هذه مشيئة الله، وبعد 4 أيام من قولها هذا وإذا ابني البكر الذي لم يبلغ العاشرة يتعرض لحادث سير مما أدى إلى وفاته رحمه الله وإنا لله وإنا إليه راجعون، فحيرتي هل قد يكون درسا من الله لأمي وهل ما نطقت به لزوجي قد يكون له علاقة، فهي في رأيها أن هنالك طريقة إذا اتبعناها نرزق بذكور وعندما حملت وأخبرني الطبيب بأنها أنثى تغضب وتقول أنت السبب لم تتبعي ما قلت، لو أقدر يعني أمي على أن تنجب لأ نجبت ذكورا على حد قولها، ولا تغضب علي فقط فعلى أخواتي أيضا، حديث طويل عن أمي هداها الله، وأتوقف هنا وأعتذر إن أطلت ألا إني أبحث عن من أخبره بحالي؟ وجزاكم الله عني كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المؤمن يؤمن بقضاء الله وقدره، وأنه لا يحصل شيء في الكون إلا بإذنه، لقول الله تعالى: قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا {التوبة:51}، ولقول الله تعالى: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ {التغابن:11}، وأما تسخط الأم للبنات فإنه من مظاهر الجاهلية القديمة، وقد ذمه الشرع ونهى عنه، وقد أخطأت هذه الأم في إساءتها لصهرها ولمزه بأبوته للبنات، فليس في ذلك عار عليه ولا عار عليك، وكم بنت أفضل من كثير من الرجال.
وأما ما ذكرته الأم في الوسائل المساعدة لإنجاب الذكور فإنا لا نعلم مرادها، علماً بأنه قد شاع في الأوساط الطبية أن هناك بعض الوسائل المساعدة على ذلك، فإذا ثبت الأمر من الناحية العلمية فإنه لا حرج عليك في طاعة أمك في ذلك، مع الإيمان بأن الأمر بيد الله فهو المتحكم في تدبير أموره كلها ولا معقب لحكمه فيها يعطي من يشاء ويفعل ما يشاء ويهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً.
ولكن تصرف الأم وكلامها لا علاقة له بموت أحد، فإن الموت بيد الله تعالى، وقد قدر الآجال، فإذا جاء الأجل فلن يتأخر العبد طرفة عين، ولا يمكن الجزم بأن موته عقوبة لجدته على كلامها لأن ذلك مما لا يعلمه إلا الله، وننصحكم باللطف بأمكم وبرها ونصحها وتعليمها ما تجهله من الشرع، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9534، 21916، 49153، 25100.
والله أعلم.