عنوان الفتوى : نقل مبيض امرأة إلى أخرى.. رؤية شرعية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما حكم نقل مبيض امرأة إلى امرأة أخرى ؟؟ ومن هي أم الأولاد الذين سوف تنجبهم المرأة الأخرى ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز نقل مبيض امرأة إلى امرأة أخرى لما قرره أهل الاختصاص من أن ذلك يوجب انتقال الصفات الوراثية من الشخص المتبرع إلى أبناء الشخص المنقولة إليه، وما ينتج عن ذلك من اختلاط الأنساب، وتراجع الفتوى رقم : 12107.

وإذا حدث ذلك فلمن الأولاد ومن هي أمهم الحقيقية؟ طرح هذا التساؤل ضمناً في كتاب دراسات فقهية في قضايا طبية معاصرة للدكتور عمر سليمان الأشقر وآخرين وقاموا بالرد عليه. فتحت عنوان الأم البديلة أو الرحم المستأجرة وعرف بأنه (استخدام رحم امرأة أخرى لحمل لقيحة مكونة من نطفة رجل وبويضة امرأة، وغالبا ما يكونا زوجين، وتحمل الجنين وتضعه، وبعد ذلك يتولى الزوجان رعاية المولود، ويكون ولدا قانونيا لهما)  بحث موضوع من هي الأم الحقيقية للمولد حيث جاء فيه "إن صور الرحم المستأجر – مع القول بتحريمه – إذا وقعت فعلا، ونتج عنها مولود، فلمن ينسب هذا المولود؟ للزوجين مصدر اللقيحة؟ أم لصاحبة الرحم المستأجر وزوجها؟ أيهما الأم الشرعية التي لها حق الميراث والنفقة والحضانة وغير ذلك؟ هل هي الأم صاحبة البويضة؟ أم هي صاحبة الرحم؟ أيهما الأم الأصلية؟ وأيهما الأم التقليدية؟.

هل الأم هي الأم البيولوجية صاحبة الجينات الوراثية التي تنقل الصفات والملامح والشيات إلى الوليد؟ أو هي التي تحمله وتغذيه من دمها وتضعه بعد تسعة أشهر؟ هنا حصل خلاف بين الباحثين وانقسموا إلى فريقين :

الفريق الأول: يرى أن الأم النسبية والحقيقية والتي ترث هي صاحبة البويضة، أما صاحبة الرحم المستأجر التي حملته وولدته فهي مثل أم الرضاع فهي أم حكمية أي نحكم لها بأنها أم باعتبار الحضانة والتغذية، ولا يثبت لها النسب، وإنما يثبت لها حكم الرضاع ... ثم ذكر أدلة القائلين بهذا القول.

الفريق الثاني: وقد ذهب هؤلاء إلى أن الأم الحقيقية التي ترث هي الأم صاحبة الرحم التي حملت وولدت، أما صاحبة البويضة فهي أم حكمية مثل أم الرضاع ... ثم ذكر أدلة القائلين بهذا القول وخلص البحث بترجيح القول الأول وهو أن المرأة صاحبة البويضة هي الأم الحقيقية ويثبت لها جميع أحكام الميراث والنفقة والحضانة وغيرها، وذلك باعتبار البويضة ، ولأن الطفل يأخذ من صاحبة البويضة كل الصفات الوراثية، أما المرأة صاحبة الرحم المستأجر – الأم البديلة – فهي أم حكمية، لا يثبت لها النسب؛ وإنما لها حكم الرضاع " انتهى من المصدر السابق. وإذا كان هذا في البويضة الواحدة فالقول كذلك في المبيض. 

 والله أعلم