عنوان الفتوى : حكم الامتناع عن التبرع بالكلية للأب
عمري ٣٧ سنة، ولي أبناء أكبرهم عمره ٩ سنوات. والدي كبير في السن، ويحتاج إلى التبرع بكلية. ولأني أعاني من أمراض مزمنة، رفض الطبيب أن أتبرع لوالدي، وأخواتي، والصبيان كذلك؛ لأنهم يعانون من أمراض مختلفة، وطلبنا من العائلة المساعدة؛ لكون عائلتنا تعاني من مرض السكري والضغط، فلا أحد يستطيع التبرع إلا فتاة وعمرها ٢١ سنة، هذه الفتاة -ولا أريد أن أحسدها- حافظت على صحتها بشدة، لدرجة أنها لا تشرب المشروبات الغازية، ولا تأكل الأطعمة سريعة التحضير إلا نادرا، ووالدها قال: لن أرغمها، وهي حفيدة عمي أي بمرتبة أبنائي، ونحتاجها للتبرع. وعندما صارحها والدها قال: ارتبكت، وذهبت لغرفتها، وعندما عادت، قالت: لقد حافظت على صحتي رغما عني، وأرغم نفسي على أكل الخضروات؛ لأحافظ على صحتي إلى أن كبرت، فلماذا أتبرع من جسدي وأنا بصحتي! وهذه الفتاة تخاف من المستشفيات، وأغلب الظن أن عندها وسواسا قهريا؛ لكونها تحافظ بشدة على صحتها. فهل يجوز إرغامها على التبرع؟ وان رفضت هل يجوز أن نشتري كلية من الدول المجاورة؟ وهل يجوز أن يرفض الإنسان التبرع، خاصة أن والدها قال: هي ترفض التبرع بالدم مع كون فصيلة دمها نادرة، فكيف لكم أن تظنوا بأنها ستتبرع بكلية!! ولو وافقت فأنا سأرفض، فهي صغيرة على أن تعاني. فهل يجوز أن نشتري كلية لإنقاذ والدي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز إرغام البنت على التبرع بكليتها، ولا حرج عليها في الامتناع من ذلك، وقد سبق أن بينّا شروط جواز التبرع بالأعضاء، وقرار المجمع الفقهي بشأنه، في الفتوى ذات الرقم: 16814
ولا يجوز لأحد بيع عضو من أعضائه، لكن إذا لم تجدوا متبرعاَ لأبيكم بالكلية، فيجوز لكم شراؤها ممن يبيعها في أي بلد، ويكون الإثم على البائع دونكم، وراجع الفتوى ذات الرقم: 51354، وما أحيل عليه فيها من فتاوى.
والله أعلم.