عنوان الفتوى : الإكراه على فعل المعصية
إنني أشكركم كثيرا على جوابكم. لقد ذكرتم في جوابكم المحترم أنكم بعثتم لي جوابا مفصلا آخر طلبتم مني أن أطلع عليه كي أتقي شر ذلك الشيطان الخبيث ولم أجده لا في بريدي الالكتروني ولا على موقعكم. أرجو منكم كذلك أن ترسلوا لي بعض الأدعية والأذكار، وأرجو منكم أن تبينوا ما حكم الشرع في مثل هذه الأشخاص الذين يجبرون الناس على فعل المعصية ولا يخشون الله ؟ رقم سؤالي هو 147463 وجزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما سؤالك الذي بينت رقمه فقد أجبنا عنه جوابا منشورا على موقعنا ورقمه: 61428. وكنا قد أجبنا عن سؤال لك آخر في هذا الموضوع فراجعي فيه فتوانا رقم: 61490.
وفيما يتعلق بالأذكار والأدعية التي طلبت، فقد روى الترمذي وابن ماجه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله. حسنه الشيخ الألباني. وعن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله قال إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده. أخرجه مسلم، وفي رواية سئل أي الكلام أفضل قال ما اصطفاه الله لملائكته سبحان الله وبحمده.
ثم هؤلاء الذين يكرهون الناس على فعل المعصية فإنهم قد عصوا الله تعالى، وتسببوا في غضبه وسخطه.
ثم اعلمي أن الإكراه المعتبر في الشرع إنما هو حمل الشخص على فعل المعصية بالضرب أو السجن أو أخذ المال أو التهديد بشيء من ذلك أو بالقتل ممن له القدرة على فعل ذلك له. قال القاضي ابن العربي رحمه الله: وقد اختلف الناس في التهديد هل هو إكراه أم لا؟ والصحيح: أنه إكراه، فإن القادر الظالم إذا قال لرجل إن لم تفعل كذا وإلا قتلتك أو ضربتك أو أخذت مالك أو سجنتك، ولم يكن له من يحميه إلا الله، فله أن يقدم على الفعل، ويسقط عنه الإثم في الجملة إلا في القتل، فلا خلاف بين الأمة أنه إذا أكره عليه بالقتل أنه لا يحل له أن يفدي نفسه بقتل غيره، ويلزمه أن يصبر على البلاء الذي ينزل به. ا.هـ
ومن وقع عليه شيء من هذا الإكراه على المعصية فعليه أن يبلغ كل من يفيد إبلاغه في رفع الإكراه عنه.
والله أعلم.