عنوان الفتوى : إلزام النفس بأوراد معينة يوميا
من باب تنظيم الوقت ، ومن باب إنجاز العمل .. فإنني أعددت جدولاً ؛ ومما فيه عمل الآتي : تلاوة للقرآن الكريم : بعد الفجر ، وبعد المغرب قبل الفجر يومياً : (100 مرة) استغفار بعد العشاء يومياً : (100 مرة) صلاة على النبي (r) بعد الظهر أو بين العشائين : ذكر مطلق .. يختلف ــ يومياً ــ في صيغته على النحو التالي :السبت :20 مرة : الحمد لله عدد ما خلق ، والحمد لله ملء ما خلق ، والحمد لله عدد ما في السموات والأرض ، والحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله ملء ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء 100 مرة : سبحان الله العظيم وبحمده، الأحد: 20 مرة : سبحان الله عدد ما خلق ، وسبحان الله ملء ما خلق ، وسبحان الله عدد ما في السموات والأرض ، وسبحان الله عدد ما أحصى كتابه ، وسبحان الله ملء ما أحصى كتابه ، وسبحان الله عدد كل شيء ، وسبحان الله ملء كل شيء 100 مرة : سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم، الاثنين: 20 مرة : الباقيات الصالحات : " سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله " 100 مرة : حسبي الله ونعم الوكيل الثلاثاء : 20 مرة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، سبحان الله رب العالمين ، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم ؛ اللهم اغفر لي ، وارحمني ، واهدني وارزقني 100 مرة : الحوقلة " لا حول ولا قوة إلا بالله "الأربعاء :20 مرة : لا إله إلا الله والله أكبر ، لا إله إلا الله وحده ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، لا إله إلا الله له الملك وله الحمد ، لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله100 مرة : " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "الخميس : 20 مرة : كلمات الفرج " لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم "100 مرة : سبحان الله الجمعة:10 مرات : سورة الإخلاص 100 مرة : التهليل قول : " لا إله إلا الله " فهل في هذا التحديد (اليوم ـ الوقت ـ العدد) ابتداع ؟وجزاكم الله خيراً
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الذكر على وجه العموم مشروع ومستحب في جميع الأوقات لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً {الأحزاب:41ـ42}. وقال تعالى: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ {الأحزاب: 35}. وقال صلى الله عليه وسلم: لايزال لسانك رطبا بذكر الله . رواه أحمد وصححه الأرناؤوط. وراجع في فضل الذكر الفتاوى ذات الأرقام: 18068، 32076 ، 18384. وبناء عليه فلا بأس أن يلزم المرء نفسه بأوراد من أذكار بأعداد معينة تحصيلاً للأجر العظيم، وترطيباً للسان، وتزكية للنفس، شريطة أن لا يعتقد أي فضيلة لهذه الأعداد التي لم ترد في السنة، وإنما يفعل ذلك من باب ضبط الوقت. وكذلك أن لا يعتقد أن المداومة على هذه الأعداد سنة راتبة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن تأمل حال السلف الصالح وجد أن أكثرهم كانوا يلزمون أنفسهم بأوراد من الصلوات والأذكار والقراءة زائدة على ما ورد في السنة المطهرة ويحتجون على مشروعيتها بعمومات الكتاب والسنة الواردة في فضل الذكر والصلاة وغيرهما ، ومن يطلع على سيرهم رضوان الله عليهم يقف على صحة ذلك. وراجع كتاب سير أعلام النبلاء أو تاريخ الإسلام للإمام الذهبي، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما محافظة الإنسان على أوراد له من الصلاة أو القراءة أو الذكر أوالدعاء طرفي النهار وزلفاً من الليل وغير ذلك: فهذا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصالحين من عباد الله قديما وحديثاً، فما سن عمله على وجه الاجتماع كالمكتوبات: فعل كذلك، وما سن المداومة عليه على وجه الانفراد من الأوراد عمل كذلك كما كان الصحابة ـ رضي الله عنهم. يجتمعون أحياناً: يأمرون أحدهم يقرأ والباقون يستمعون. وكان عمر بن الخطاب يقول: يا أبا موسى ذكرنا ربنا فيقرأ وهم يستمعون وكان من الصحابة من يقول: اجلسوا بنا نؤمن ساعة. اهـ. وراجع الفتوى رقم:60768. ولكن تخصيص كل يوم بذكر يداوم عليه فيه دون غيره من الأيام كما ورد في السؤال عمل لا نعلم له أصلا فينبغي اجتنابه حتى لا يكون من البدع الإضافية أي الابتداع في هيئة العمل وإن كان أصله مشروعاً.