عنوان الفتوى : المؤمنة في الجنة لا تتمنى سوى زوجها
هل للمرأة من أهل الدنيا أزواج في الجنة كأعداد زوجات الرجال من الحور العين فهل ينشئ الله تعالى لنا أزواجا غير الزوج من بنى آدم فالرجل يتزوج من نساء الدنيا وأيضا الحور العين والمرأة من أهل الدنيا تزوج بزوج واحد من أهل الدنيا ولم تجيبونا إن كان لها هناك من ينتظرها مثلا الحواريون وسبق أن سألت عن هذا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك أيتها الأخت الكريمة أن تعتقدي أن الله تعالى عادل لا يظلم، وأنه كريم لطيف ودود.
وقد قضى الله تعالى أن يتمتع المؤمن في الجنة بأعداد من الحور العين، وأن تكون المؤمنة قاصرة طرفها على زوجها لا تحب غيره ولا تتمنى سواه، كما قال الله تعالى: قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ. والمرأة التي لم تتزوج أو كان زوجها من أهل النار، تتزوج في الجنة، ويتحقق لها مع زوجها من النعيم ما لا يخطر على قلب بشر.
وأمور الآخرة لا تقاس على أمور الدنيا، فقد تشتهي المرأة في الدنيا أن يكون لها أكثر من رجل، لكن هذه الشهوة المحرمة لا مكان لها في الجنة، بل غاية أنس المرأة هناك وقرة عينها أن يكون لها زوج واحد لا تحب غيره ولا ترضى سواه، وهذا من كمال قدرة الله تعالى وحكمته ولطفه بعباده.
والمسلم في هذه الحياة ينبغي أن يكون همه وسعيه الوصول إلى هذه الجنة، لا الانشغال بمثل هذه الأمور التي لا مجال لتغييرها ولا تبديلها، فإذا أكرمه الله تعالى بدخول جنته فإنه يرى من النعيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، نسأل الله أن يجعلنا وإياك من أهل جنته ورضوانه.
وأما نهر البيدخ فقد ورد أنه نهر في الجنة يغمس فيه الشهداء فتحسن صورهم، كما في مسند الإمام أحمد عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا الحسنة فربما قال: هل رأى أحد منكم رؤيا، فإذا رأى الرجل رؤيا سأل عنه، فإن كان ليس به بأس كان أعجب لرؤياه إليه، قال: فجاءت امرأة فقالت يا رسول الله: رأيت كأني دخلت الجنة فسمعت بها وجبة ارتجت لها الجنة، فنظرت فإذا قد جيء بفلان بن فلان وفلان بن فلان حتى عدت اثني عشر رجلا وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قبل ذلك، قالت: فجيء بهم عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم. قال: فقيل: اذهبوا بهم إلى نهر البيدخ أو قال: إلى نهر البيدج قال: فغمسوا فيه، فخرجوا منه وجوههم كالقمر ليلة البدر. قال: ثم أتوا بكراسي من ذهب فقعدوا عليها، وأتى بصحفة أو كلمة نحوها فيها بسرة، فأكلوا منها فما يقلبونها لشق إلا أكلوا من فاكهة ما أرادوا وأكلت معهم، قال فجاء البشير من تلك السرية فقال: يا رسول الله كان من أمرنا كذا وكذا، وأصيب فلان وفلان حتى عد الاثني عشر الذين عدتهم المرأة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بالمرأة فجاءت، قال: قصي على هذا رؤياك، فقصت، قال: هو كما قالت.
وعليه، فالظاهر أن كل من يفوز بالشهادة من هذه الأمة يغمسون فيه رجالا كانوا أو نساء.
والله أعلم.