عنوان الفتوى : فضيحة الدنيا أهون من العذاب يوم القيامة
أرجو إفادتي لأنني معذب الضمير، حيث إنني في يوم سحبت من البنك مبلغ 50 ألفا وبالخطأ محاسب البنك أعطاني مائة ولم أدرك الزيادة إلا عندما ذهبت إلى بنك آخر وعندها أخذت المبلغ وعند سؤالي من قبل البنك بعد مضي يوم أنكرت أنني استملت مائة ألف بدلا من خمسين، علما بأنني رضيت بالمبلغ كله والآن وبعد مضي أكثر من خمس سنوات نادم كل الندم ولا أدري ماذا أفعل، علما بأنني لا أستطيع إرجاع المبلغ لأسباب عديدة وكثيره ومنها عدم افتضاح أمري وخلافه، ماذا أفعل وقد تبت إلى الله عز وجل، أفيدوني أفادكم الله؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روى الترمذي وغيره من حديث سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: على اليد ما أخذت حتى تؤديه.
ومعنى على اليد ما أخذت أنه يجب على اليد رد ما أخذته، فلا ريب أنه يجب عليك رد هذا المال إلى أصحابه وهو هنا البنك، وبالذات الموظف الذي أخطأ في تسليمك هذا المبلغ؛ لأن المعروف أن البنك يعود على الموظف المخطئ فيغرمه المبالغ التي أخطأ فيها.
واعلم أن من شروط صحة التوبة إرجاع الحقوق إلى أصحابها، وفي الحديث: من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو شيء فليتحلله من قبل أن يؤخذ منه حين لا يكون دينار ولا درهم.. رواه البخاري.
وأما خشيتك من أن ينفضح أمرك فهذا يمكن تفاديه بطريقة أو بأخرى، ولو لم تجد طريقة فيجب عليك إرجاع المال ولو أدى إلى انفضاح أمرك، فإن فضيحة الدنيا أهون من عذاب الله يوم القيامة.
والله أعلم.