عنوان الفتوى : عرض الأعمال على الله والمعافاة عن المجاهرين
متى تعرض أعمال البشر على الله عز وجل، وما معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وهل يشمل أصحاب الكبائر؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأعمال البشر تعرض يومي الانثين والخميس من كل أسبوع وتعرض أعمال السنة في شهر شعبان، لما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الإثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبداً بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا أو اركوا هذين حتى يفيئا.
وروي الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم.
قال في تحفة الأحوذي: قال ابن الملك: وهذا لا ينافي قوله عليه السلام: يرفع عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، للفرق بين الرفع والعرض، لأن الأعمال تجمع في الأسبوع وتعرض في هذين اليومين.
قال ابن حجر: ولا ينافي هذا رفعها في شعبان، فقال: إنه شهر ترفع فيه الأعمال، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم. لجواز رفع أعمال الأسبوع مفصلة، وأعمال العام مجملة. انتهى محل الغرض منه.
أما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافاة إلا المجاهرين.... الحديث، فرواه مسلم عن أبي هريرة، والمعافاة في الحديث تحتمل معنيين: الأول: أن يكون الله عافاه فغفر له. والثاني: أن يكون الله عافاه فستره، كما صرح بهذا الحافظ في الفتح.
أما المجاهرون، فهم الذين جاهروا بمعاصيهم وأظهروها وكشفوا ما ستر الله تعالى عليهم فيتحدثون بها لغير ضرورة ولا حاجة، وقد سبق أن بينا أن الجهر بالمعصية إثم زائد على إثم المعصية، وراجع الفتوى رقم: 38697.
والمعاصي تشمل الكبائر والصغائر، وراجع الفتوى رقم: 27004.
وعليه؛ فإن المعافاة في الحديث تشمل أصحاب الكبائر، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 57998، والفتوى رقم: 55909.
والله أعلم.