عنوان الفتوى : من حياة عيسى عليه الصلاة والسلام
أود تزويدي بمعلومات عن عيسى عليه السلام ولكم جزيل الشكر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حياة عيسى عليه السلام مرت بمراحل أربع:
المرحلة الأولى: الولادة، حيث ولد ـ عليه السلام ـ في بيت لحم في أرض فلسطين من أم بلا أب، لحكمةٍ عظيمة، وهي: بيان كمال قدرة الله ـ سبحانه ـ وأنها قدرة مطلقة، لا تحدها نواميس الحياة التي خلقها ـ سبحانه ـ فخلق آدم من غير ذكر ولا أنثى، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر، وخلق بقية خلقه من ذكر وأنثى، فاكتملت القسمة. وعند ولادته أكرم الله أمه بكرامتين تثبيتاً لها:
الأولى: أنه سبحانه أجرى جدولاً من الماء تحت قدميها.
الثانية: منَّ عليها بفاكهة الرطب.
ثم بعد ولادته اتهمها قومها بالزنا، رغم معجزة تكلم عيسى، وهي معجزة تستوجب الإذعان والقبول، مع ما عرفت به مريم وبيت آل عمران من الصلاح والخير، والبعد عن مواطن الشبهات. لكن اليهود ـ عليهم لعائن الله ـ لم يستجيبوا، بل بالغوا في الشناعة على مريم عليها السلام.
المرحلة الثانية: مبعثه رسولاً، وقد آتى الله عيسى معجزات منها: إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله، فحسده اليهود ـ عليهم لعائن الله ـ وحاكوا ضده المكائد، فعاش عليه السلام داعياً إلى الله، صابراً محتسباً، وآمن به الحواريون.
المرحلة الثالثة: رفعه إلى السماء ، ذلك أن اليهود اشتد كيدهم له، وهموا بصلبه وقتله، فنجاه الله منهم، وألقى شبهه على أحد الناس، ورفع نبيه إليه، كما قال تعالى: (يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي) [آل عمران: 55] والتوفي هنا هو: النوم، فأخذت عيسى سنة من النوم، فرفعه الله إليه، ونجاه من كيد اليهود المعتدين.
المرحلة الرابعة: مرحلة نزوله إلى الأرض، حيث إن عيسى لم يتوفه الله بمعنى الموت، فإنه ينزل عند قرب الساعة، وهو على دين محمد صلى الله عليه وسلم حكماً عدلاً مقسطا، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويقتل الدجال، ويؤمن به من أهل الكتاب أناس. والله أعلم.