عنوان الفتوى : الجانب النظري والعملي في المنهج السلفي
عندي يا فضيلة الشيخ بعض الملاحظات على الذين يسمون أنفسهم باسم سلفيين اسم على غير مسمى حيث في بلادي الجزائر نرى كثيرا من المتدينين ولله الحمد وهذا شيء يفرح، ولكن ما أن جلست مع أحدهم ما هو أو شهر كلمهم هو تبديع الناس وطعن في كل واحد يخالفهم، وإذا خالفته وقلت إن أخذت رأي فلان من علماء الأزهر ماذا يقولك هذا يفتي بأهوائه ويقولون إن في الأزهر لا يوجد علماء وإذا قلت له الشيخ محمد الغزالي يقول يالطيف، وهنالك عبارات أسوء، فهل كان السلف الصالح هكذا حاشى لله حتى أساءو لبعض الملتحين، وأصبح الناس عندما يرون الملتحين يقولون هؤلاء أهل التعصب وكذلك عندما ينصب إمام في البلاد يحضرون الدرس ثم يرون هل هو ملتحي أو مسبل أو غير ذلك ثم يطعنون فيه، وأصبح هذا الإمام مبتدعا وينشرون بدعته فما بينهم وبعضهم بعد فترة، عندما كان يطعن يصبح لا يصلي فلا حول ولا قوة إلا بالله، وآسف على التطويل فماهي نصيحتكم لهؤلاء؟ وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السلفية تعني اتباع سلفنا الصالح من أهل القرون الثلاثة المفضلة واقتفاء أثرهم والتزام فهمهم للكتاب والسنة، وعلى ذلك فإن كل من التزم هذا المنهج في العقيدة والعمل فإنه سلفي المنهج، وانظر الفتوى رقم: 5608.
وليعلم أن المنهج السلفي الذي هو منهج الفرقة الناجية والطائفة المنصورة أهل السنة والجماعة -ليس مقصوراً على مسائل علمية نظرية اعتقادية- وإنما يشتمل أيضاً جوانب عملية تطبيقية سلوكية، فإن السلف رضي الله تعالى عنهم كما تميزوا بصفاء الاعتقاد وسلامة التصور، فإنهم تميزوا كذلك بحسن الخلق والسلوك الحسن، وتميزوا بالنشاط إلى العبادة، وبالزهد في الدنيا، وبالورع والأدب وإحسان الظن بالناس وغير ذلك.
والذي يريد أن ينتمي إلى السلف يجب عليه أن يأخذ كلا الجانبين: النظري والعملي، فإن اقتصر على الجانب النظري ولم يعمل بعمل السلف فإن انتسابه لمذهب السلف مجرد ادعاء أجوف والسلف منه براء، وراجع الفتوى رقم: 56337.
ولمزيد تفصيل راجع كتاب (مفهوم أهل السنة والجماعة عند أهل السنة والجماعة) للدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل، وكتاب (أهل السنة والجماعة معالم الانطلاقة الكبرى) لمحمد عبد الهادي المصري، واستمع لمحاضرة بعنوان (السلفية منهج ملزم لكل مسلم) للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم، وتجدها على موقع (طريق الإسلام) على الإنترنت islamway.com
والله أعلم.