عنوان الفتوى : تذكير المرأة لزوجها إذا وقع في الحرام
بسم الله الرحمن الرحيم أرجو أن يتسع صدركم لمشكلتي وتوافوني بالحل الشافي لأني والله زهقت وأتمنى الانفصال عن زوجي لولا أني خائفة من كلام الناس. متزوجة منذ 20سنة والحمد لله نحب أنا وزوجي بعضنا بعضا ولا يوجد لحبنا مثيل ولله الحمد إلا عندما ظهرت جوالات الكاميرا والنت فمنذ 3 سنوات اخذ زوجي يتصابى ويكلم البنات على النت وعرف بأني كشفته فأخذ يبرر ويقول لي هذا زميلي في العمل يسمي نفسه باسم أنثى, طبعا هو كذب علي ويحسبني جاهلة, مع العلم بأنه أحيانا يخبرني بأنه يدخل على الشات و عندما أقول له حرام عليك يقول لا تفهميني غلط أنا فقط أريد أن أعرف كيف يتصرف هؤلاء!!!! لا حول ولا قوة إلا بالله وأنت ما ذا يعنيك فيهم لا أنت مصلح اجتماعي ولا أنت من الهيئة .ومرضت بسبب هذا الشيء مرضا شديدا لأني ما عهدته على هذه الحركات ولا على الكذب وما زلت إلى الآن أعاني من هذا المرض الذي يرافقني ليل نهار وجعلني غير واثقة بزوجي أبدا مع العلم أن زوجي ترك النت فترة طويلة حاولت خلالها استعادة الثقة به ولكن تفاجأت مجددا أنه على علاقة بالنت مع واحدة ,ولله يا شيخ لولا الحياء لقلت لك عن الكلام الذي اكتشفته بينهما. ستقول لي واجهيه فأجيب وأقول كيف أواجهه وقد كبر أولادي ماذا سيقولون عن أبيهم القدوة الذي لم يدخل الدش إلى الآن بيتنا بسبب التزامه ,هل سيثقون به وماذا سيقول أهلي وأقاربي فالكل يعرف عنه التقوى والصلاح ,لا أريد أن ينزل من أعينهم كما نزل من عيني ,ولا أستطيع أن أفاتحه بيني وبينه حتى لا أخسره ولأني كما قلت لكم مريضة وأخاف أن أنهار كذلك , دائما يجدد ايميلاته حتى لا أكشفه ولكن هيهات فأنا معه على الخط وأعرف تحركاته وماذا يفكر ولكني صابرة من أجل أني أحبه وأيضا من أجل أولادي وخاصة بناتي ,فلا أدري كيف يرضى على نفسه مالا يرضاه لبناته !ألا يخشى أن تقع بناته فريسة الذئاب؟؟؟ أحيانا ألمح له بقصص وهمية فيقول هذا قليل أدب ولا يستحي !! عجبا فكيف يكون متناقضا هكذا!!!؟ طبعا يا شيخ ستقول في نفسك ربما أنا زوجة لا تحسن التبعل لزوجها فأخذ يبحث عن البديل !فأقول لك هو دائما يعترف أني أنا من أسعدته ولو كان تزوج بغيري ربما لم يكن سعيدا هكذا .فأنا على مشارف الأربعين وهو كذلك ووالله أنا دائمة الزينة والاعتناء بنفسي حتى وأنا مشغولة أو مريضة ودائما في خدمته من غير أن يطلب مني لأني أعرف أن الله أمر بحسن التبعل للزوج وأن هذا يدعو إلى رضا الله علي اعذرني يا شيخ على الإطالة وأرجو أن تخبرني بالتفصيل ماذا أعمل معه وهل أعترف له بأني كشفته أم أظل أكتم في نفسي وهمومي تكبر ولا أستطيع أن اشكو لأحد سواء قريب أو بعيد وكذلك لا أستطيع أن أمنع نفسي من مراقبته والبحث وراءه لأني فقدت الثقة به ملاحظة(هل أستطيع أن أطلب منك يا شيخ طلبا وهو أن تفتيني بهذه القصة دون اللجوء لفتاوى مشابهه حتى أتمكن من طباعتها كاملة)بنفس الصفحة وجزاكم الله خيرا على مجهودكم وسعة صدوركم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يكشف همك ويصلح زوجك ويهديه إلى الحق.
ثم إننا ننصحك بالتوجه إلى الله تعالى بالدعاء لإصلاح زوجك وأن يبغض إليه المعاصي، ومما يساعد على ذلك مداومة نصحه بأسلوب هادئ لين تبينين له فيه حرمة هذا الأمر وقبحه شرعا وطبعا، إذ كيف يقوم بهذا السلوك مع بنات الناس ولا يرضاه لبناته ولا واحدة من قريباته، ولا بأس أن تذكري له قصة ذلك الشاب الذي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن له بالزنا لأن فيها ردعا لكل عاقل، والقصة جاءت في مسند أحمد عن أبي أمامة قال إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ائذن لي في الزنا فأقبل القوم عليه، فزجروه، قالوا: مه مه، فقال: أدنه فدنا منه قريبا، قال: فجلس قال: أتحبه لأمك؟ قال لا والله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال: أفتحبه لعمتك؟ قال لا والله جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال: أفتحبه لخالتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم.. الحديث.
ثم نبهيه ماذا لو أن واحدة من بناته اكتشفت هذا السلوك منه فلا بد أنها ستحتقره لهذا، وهو الذي حرمهم من مشاهدة القنوات بحجة مخالفتها للشرع والأخلاق، بل ربما حاولت أن تجرب هي الأخرى هذا المسلك فتقع في حبائل الشيطان فيجرها ذلك إلى الوقوع في فاحشة الزنا، وعندها تكون الفضيحة والعار الذي لا يمحى أبد الدهر. نسأل الله العافية.
وتفاديا للوقوع في هذه الأمور حاولي ملأ فراغ زوجك بما هو نافع ومفيد من غير أن يشعر تعمدك لذلك حتى لا ينفر.
وما ذكرته من ملاحقة هذا الزوج وتتبع نزواته اعلمي أنه أمر لا ينبغي لك، فعله لأنه ربما عاد عليك بالضرر، وهذا ما بدأ يظهر عليك من خلال الهموم والأمراض والوساوس، بل عليك ترك ذلك وتجنبه، واعلمي أن الشرع حرم تتبع عورات الناس ومساوئهم، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله. رواه الترمذي. وإذا كان هذا في جميع الناس فهو في الزوج أشد.
وإذا تحققت من ارتكابه لمنكر من مشاهدة صور خليعة أو مغازلة أجنبية عليه ونحو ذلك فذكريه بحكمه الشرعي وانصحيه ليتركه، فإن ارتدع وكف عنه فذلك المطلوب، وإن أصر على مواصلته فلا تؤاخذين أنت إن شاء الله تعالى به بعد نهيك له عنه وتبيين الحكم الشرعي له، وهذا هو غاية ما تستطيعين. نسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين.
والله أعلم.