عنوان الفتوى : أحكام التلاوة في الشعر ولسان العرب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أريد أن أستعلم منكم عن أحكام التلاوة, فهل هذه الأحكام كانت مطبقة عند العرب على كلامهم وشعرهم, مثلا هل كانوا يدغمون الأحرف، وهل كانوا يقلقلون حروف القلقلة كما بالقرآن, أم أن أحكام التلاوة خاصة بالقرآن؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن أحكام التجويد ثبت نقلها بالأسانيد المتواترة عن الصحابة الذين نقلوا القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يحتاج في ثبوتها إلى كون العرب كانوا يتكلمون في كلامهم العادي بمثله، فإن القرآن حجة على غيره، وناقله الذي علمه لنا صلى الله عليه وسلم هو أفصح العرب وهو حجة على غيره وقد تابعه الصحابة ومنهم أفضل العرب على الإطلاق.

واعلم أن الإدغام كان معروفا عند العرب بنوعيه الصغير والكبير وكذلك القلقلة فقد تحدث عنها الخليل وسيبويه وتحدثا عن مخارج الحروف والترقيق والتفخيم وعمدتهم في ذلك ما أخذوه من مشافهة العرب وقد بوب النحاة على الإدغام في كتبهم، وأما الترتيل المشتمل على المدود والغنة فإنه لم يكن معروفاً عندهم، ولذلك أمرهم الله بترتيل القرآن، فقال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا {المزمل:4}، فلو كان الترتيل معروفا عندهم لما أمرهم به.

ويدل لذلك إنكار ابن مسعود رضي الله عنه من قرأ القرآن بسرعة فقال له هذا كهذا الشعر، كما في حديث الصحيحين، فدل هذا على أن الترتيل المعروف عند أهل القرآن لم يكن معروفاً عندهم في حكايتهم للشعر.

والله أعلم.