الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمعاذ بن جبل هو الصحابي الجليل أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي المدني.. شهد العقبة شابا أمرد وشهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، جمع القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أحد الأربعة الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن عنهم وهم ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة.

وهو من كبار علماء الصحابة فقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: ... وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ.. رواه أصحاب السنن وصححه الألباني.

وقال عنه عمر رضي الله عنه: لو أدركت معاذا ثم وليته ثم لقيت ربي فقال: من استخلفت على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لقلت: سمعت نبيك وعبدك يقول: يأتي معاذ بن جبل بين يدي العلماء برتوة -درجة-. 

وقد تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد الفتح ليعلم الناس ويفقههم في دين الله تعالى، كما بعثه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن داعيا ومعلما... فقال له: كيف تقضي إن عرض لك قضاء؟ قال معاذ: قلت أقضي بما في كتاب الله تعالى، فإن لم يكن فبما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم يكن فأجتهد رأيي ولا آلو جهدا فضرب صدري وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يرضي رسول الله، فودعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاً له. والحديث رواه أصحاب السنن وضعفه أهل العلم لانقطاعه.

ومناقب معاذ كثيرة لا يتسع المقام لذكر أكثر من هذا فلترجع إليها في كتب التراجم والسير، توفي رضي الله عنه في طاعون عمواس سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة وهو ابن ثمان وثلاثين وقيل أربع وثلاثين، ملخصاً من سير أعلام النبلاء للذهبي.

والله أعلم.