عنوان الفتوى : الاستخارة لا تنفي الأخذ بالأسباب المشروعة
هل الاستخارة تلغي دور العقل في التفكير، أم علينا أن نأخذ بالأسباب ونتوكل على الله، ونستخيره فإن كان خيراً يسره الله لنا وإن كان شرا يسر الله لنا سبيلا غيره بغض النظر عن انشراح الصدر أو انقباضه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الاستخارة هي طلب الخيرة، ومعناها: أن يسأل المسلم ربه سبحانه وتعالى أن يختار له ما فيه الخير له في دينه ودنياه، وهي سنة لمن أراد القدوم على أي أمر ذي بال، فيصلي ركعتين من غير الفريضة يقرأ فيهما بالفاتحة وما تيسر من القرآن.
وبعد الصلاة يدعو بهذا الدعاء الذي رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه، ولفظه: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته فيقول مثلاً هذا السفر...) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (السفر، أو الزواج) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به. ثم يعمل بالأسباب ولا يلغيها، ويمضي إلى ما انشرح له صدره ويسره الله له، فإنه هو ما اختاره الله تعالى له.
والله أعلم.