عنوان الفتوى : الرياء في الصلاة
ما حكم من صلى لكي يقال:(إنه من المصلين)؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العبادات لا تقبل إلا إذا كانت خالصة لله تعالى سواء كانت صلاة أوغير ذلك، لأن الإخلاص ركن من أركان قبول العمل الصالح، قال الله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ {البينة: من الآية5}، وقال تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ*الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ {الماعون:4ـ6}. وفي الحديث القدسي: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه غيري تركته وشركه. رواه مسلم. وروى الترمذي بسند حسن عن أبي سعد بن أبي فضالة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جمع الله الناس يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمل عمله لله أحد فليطلب ثوابه من عند غير الله فأنا أغنى الشركاء عن الشرك. والأدلة في هذا الباب كثيرة جداً على بطلان صلاة من صلى رياء للناس. قال ابن رجب الحنبلي: واعلم أن العمل لغير الله أقسام فتارة يكون الرياء محضا بحيث لا يراد به سوى مراءاة المخلوقين لغرض دنيوي كحال المنافقين في صلاتهم كما قال تعالى: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلا{اًالنساء: 142}. وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام وقد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج وغيرهما من الأعمال الظاهرة أو التي يتعدى نفعها فإن الإخلاص فيها عزيز، وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط وأن صاحبه يستحق المقت من الله. أهـ. ولمزيد فائدة راجع الفتويين: 56847 ، 10992.