عنوان الفتوى : حلية طالب العلم
ما هي أخلاق طالب العلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن منزلة الأخلاق في الإسلام عظيمة، وانظر الفتوى رقم: 42432.
كما أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين التزام عقيدة التوحيد وبين التمسك بأخلاق الإسلام، وانظر بيان هذا الارتباط في الفتوى رقم: 53373.
هذا، وإن أحرى الناس بالاستقامة، وبالتمسك بأخلاق الإسلام هم طلاب العلم، ولذلك حرص السلف الصالحون على تأديب أبنائهم، فقد كان بعضهم يقول لابنه: (اذهب فتعلم أدب مالك قبل علم مالك!!)، وقال آخر: (ليكن أدبك دقيقاً وعلمك ملحاً!!) بل إن الملوك والأمراء حرصوا على تأديب أبنائهم وتحليتهم فقدموهم للعلماء ليؤدبوهم، ولقد كان يطلق على الحافظ ابن أبي الدنيا (مؤدب الخلفاء ).
هذا، وإن هناك أخلاقاً ينبغي لطالب العلم أن يلتزمها في نفسه ينبل بها، وأخلاقاً أخرى ينبغي أن يلتزمها في تعامله مع شيخه، وأخلاقاً ينبغي أن يلتزمها في تعامله مع زملائه في الطلب وحلق العلم، وإن من أخصر الكتب التي جمعت هذه الأخلاق وغيرها كتاب (حلية طالب العلم) للعلامة بكر أبو زيد، وخاصة النسخة التي شرحها العلامة ابن عثيمين.
ولعل أهم كتاب صنف في أخلاق طالب العلم هو (تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم) لابن جماعة، فإنه يمثل بحق النظرية التربوية الإسلامية. كما ينبغي لطالب العلم أن يرطب قلبه بأحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم الذي بعث ليتمم صالح الأخلاق، وانظر في ذلك كتاب (الأدب) من صحيح الإمام البخاري، وكتاب (الأدب المفرد) للإمام البخاري أيضاً.
وكذلك فإن مطالعة الكتب التي عنيت بذكر تراجم العلماء وحليتهم وأخلاقهم فيها نفع كبير لطالب العلم، إذ إنها التطبيق العملي لهذه الأخلاق، وإن من أهم وأفضل ما ينتفع به طالب العلم من كتب التراجم كتاب (سير أعلام النبلاء) للحافظ الذهبي أو مختصره (نزهة الفضلاء في اختصار سير أعلام النبلاء) لمحمد حسن عقيل موسى الشريف، وكتاب (صفة الصفوة) لابن الجوزي.
والله أعلم.