عنوان الفتوى : ملء الوقت بالأعمال النافعة دواء الملل والسآمة
أنا فتاة في الثالثة والثلاثين، ولكن أشكو من وحدتي في هذه الدنيا جاء من يخطبني ولكن كان الرفض فالمشكلة الآن أني لست موظفة بل جالسة في البيت وإخواني وزوجاتهم يخرجون دائماً ولكن لم أسمع منهم في يوم أن أخرج معهم للسياحة أو الشراء حيث الآن سيمر علينا العيد ولم أذهب إلى التسوق والآن أحس بضيق في صدري بسبب ما أعانيه، لا أحد يفكر بي لا يفكرون إلا بأنفسهم فقط، ودائماً لا أنام إلا وأنا أصيح كالأطفال من شدة ما بي من أحزان؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الدنيا دار بلاء، وهي سجن المؤمن، وهي أيام قليلة وبعدها نلقى الله، وفي الحديث: يؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا -من أهل الجنة- فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا؛ والله يا رب ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط. رواه مسلم، وانظري الفتوى رقم: 51946.
وقد يكون تأخر الزواج أو عدمه أفضل للمرأة من أن تبتلى بزوج لا يتقي الله فيها ويسومها سوء العذاب، وانظري الفتوى رقم: 12767.
ومع ذلك، فلا تيأسي واسألي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وتحيَّني أوقات الإجابة، فإنه لا يرد مضطراً دعاه، وانظري الفتاوى: 23599، 17449، 32655، 8581. فإن فيها بيان أوقات الإجابة وآداب الدعاء وشروطه، وننصحك أن تكون لك رفقة من الأخوات الصالحات، وأن تتعاوني معهن على طلب العلم النافع والعمل الصالح، والتحقي بدار لتحفيظ القرآن، ولا تجعلي الفراغ يملأ حياتك، فاملئي وقتك بالأعمال النافعة، فإن بدأت بذلك علمت بأن الأوقات لا تكفي.
وننصحك أن لا تسعي للخروج مع إخوانك وزوجاتهم إلى الأسواق، فإن فيها من البلاء والمحرمات ما الله به عليم، واحمدي الله أن جنبك هذا البلاء.
واعلمي أن الأصل أن تقر المرأة في بيتها، قال تعالى مخاطباً المؤمنات: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {الأحزاب:33}.
والله أعلم.