أرشيف المقالات

دليل الصيام والحج

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
دليل الصيام والحج
 
قال المصنف رحمه الله: (ودَلِيلُ الصيَامِ، قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، ودَلِيلُ الْحَجِّ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97].
 
الشرح الإجمالي:
(ودليل) أن (الصيام) في شهر رمضان المبارك أحد أركان الإسلام الخمسة التي لا يستقيم الإسلام إلا بها: (قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴾، أي فُرض، وذلك في السنة الثانية من الهجرة؛ ﴿ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾، أي: كما فُرض على الأمم الذين سلفوا من قبلكم، (ودليل) أن (الحج) ركن من أركان الإسلام: (قوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ ﴾، أي: يجب على الناس التعبد لله بـ ﴿ حِجُّ الْبَيْتِ ﴾؛ أي: قَصْدَ البيت الحرام في مكة على ﴿ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ من المكلفين مرة في العمر، ﴿ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾، بل إنهم هم المحتاجون إليه[1].
 
الشرح التفصيلي:
ذكر المصنف فيما سبق أدلة بعض أركان الإسلام، وهنا ذكر أدلة الركن الرابع والخامس من أركان الإسلام، وهما: الصيام والحج، والصيام هو: الإمساك عن المفطرات تعبدًا لله من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والحج هو: قصد مكة لأداء مناسك الحج في زمن مخصوص[2]، وقد ذكر المصنف دليل وجوب الصيام، وهو قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾، فهذه الجملة تُفيد أن الله فرض الصيام علينا كما فرضه على الذين من قبلنا، ثم ذكر دليل وجوب الحج، وهو مأخوذ من قوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران: 97]، فإن لفظة (على) تدل على الوجوب، وهذه واضحة ظاهرة، فلا إسلام بدون هذه الأركان، وبهذا تتبيَّن المرتبة الأولى من الأصل الثاني: (معرفة دين الإسلام بالأدلة)، وهي مرتبة الإسلام، وأركانه الخمسة، وأدلة كل ركن [3].



[1] ينظر: حاشية ثلاثة الأصول، عبدالرحمن بن قاسم (59)؛ وتيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول، د.
عبدالمحسن القاسم (139)، وشرح الأصول الثلاثة، عبدالعزيز الراجحي (71).


[2] حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول، عبدالله بن صالح الفوزان (123، 125).


[3] ينظر: شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (148).

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١