عنوان الفتوى : فضله صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق
يقول أحد العلماء أن النبي صلى الله أفضل من عرش رب العالمين و أن البقعة التي فيها جسد النبي صلى الله عليه و سلم أفضل من العرش وقال أجمع على ذلك العلماء شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، فهل هذا الإجماع صحيح؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فان الإجماع على تفضيل رسول الله صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق، نقله المقري فقال: وانعقد الإجماع أن المصطفى أفضل خلق الله والخلق انتقى وما نحا الكشاف في التكوير خلاف إجماع ذوي التحرير. وقد ذكر كثير من المحقيقن فضله صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق منهم شيخ الإسلام في عدة من كتبه، والعيني في شرح البخاري، والغزالي في الإحياء. ولا نعلم لهم مخالفا في ذلك، وأما تفضيل البقعة التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم على جميع البقاع، فقد نقله الشيخ عبد العزيز اللمطي في نظم قرة الأبصار فقال: وهاجر المختار لما أن وصل خمسين مع ثلاثة حتى نزل بطيبة الغراء حيث أمرا ثم بها أقام حتى احتضرا بها فكانت أشرف البقاع أما ضريحه فيها فبالإجماع. وأما مسألة تفضيلها على العرش فلم نجد فيها كلاما لأهل العلم، والظاهر أن العرش أفضل من الأرض، مع أن التفضيل أمر لا يمكن الجزم فيه إلا بدليل. وفي مسألة التفاضل بين مكة والمدينة خلاف سبق الكلام عليه في الفتوى رقم: 46872 . فمذهب الجمهور تفضيل مكة، وقد قال المباركفوري في تحفة الأحوذي شرح الترمذي عند قول النبي صلى الله عليه وسلم لمكة: ما أطيبك من بلد، قال: هذا دليل للجمهور على أن مكة أفضل من المدينة خلافا لمالك رحمه الله.اهـ. والحديث المذكور أخرجه ابن حبان والترمذي وصححه الألباني. وقد استدل شيخ الإسلام ابن تيمية على فضل مكة أيضا بقوله لمكة أيضا: والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله. والحديث أخرجه الترمذي وابن حبان وصححاه ووافقهما الألباني. والله أعلم.