عنوان الفتوى : من يؤذي زوجته ويرفض طلاقها

مدة قراءة السؤال : 7 دقائق

أنا امرأة متزوجة من عشر سنين ولدي من الأولاد ثلاث أقيم مع أولادي في الدنمارك، تزوجت رجلا اعتقدت أنه متدين يخاف الله فهو رجل لا يقطع فرضا ويصلي معظم صلواته في المسجد وملتح ويخاف الله في الظاهر ووالده إمام مسجد في بلدنا الذي جئنا منه، فلما تقدم لزواجي وافق أهلي على أساس أنه ينحدر من عائلة متدينة ممكن أن يكرموني ويحافظوا علي ويعاملوني بالإحسان، لكن ما حصل هو العكس فمن أول يوم جئت إلى هذا البلد اكتشفت أننا كنا مخطئين وأن زوجي ليس الرجل المناسب لي واتصلت بأهلي كي أعرف ما أفعل وطلبوا مني الانفصال ولكن حدثت مشاكل كثيرة بيني وبين زوجي ورفض أن يطلقني وهددني إذا طلقني أنه سيتكلم عني بأشياء لا تليق حتى لا يتزوجني أحد ووالدي كان مريضاً بالقلب فخفت عليه أن يموت وقلت لعل الأيام تقرب بيني وبين زوجي وتحببنا ببعض ورضيت الحياة معه على مرها وصعوبتها فهو رجل لا يحب العمل وكثير النوم ونحن نسكن في هذه البلاد ونأخذ معاشاً من الدولة، وكان زوجي شاباً لكنه يفكر بعقل غريب لا يقبل النقاش ويرفض كل ما يراه عقله غير مناسب حتى لو كان صواباً وخاصة إذا كان الرأي رأي امرأة فهو تربى لدى والد ظالم متكبر يضرب زوجته وبناته ليل نهار ويعاملهن كأنهن جواري عنده وتربى زوجي على هذا النحو وعاملني بنفس الطريقة التي عامل والده أمه، وكان يضربني ليل نهار بقسوة ووحشية ويهينني ولم يكن لي أي حق وكان ممنوعا علي أن أرفض أو أتناقش أو أسأل لماذا، كان أيضاً يعتقد أن عليه سحراً ويأتي بالمشايخ والسحرة ليعالجوه ويعالجوني ولا أستطيع أن أقول له لا، المهم تحملت منه الكثير حتى كدت أجن ووالدي توفي بسبب حزنه علي من سماع أخباري وأنا كنت أحاول أن أرضي زوجي بكل ما يريد، ولكنه لم يكن يرضى بما أفعل وكان يقول لي إنه يكرهني وإنه يشعر أن أحداً ما عمل لنا سحراً ليكرهني وإنه لا يطيقني، عشت معه سنوات مريرة كلها إهانات وعذاب وظلم كان يكسر فيها عظامي وشق لي جبهتي بشهر رمضان السنة الماضية، مما أدى إلى تخييط وجهي بسبع قطب، وكان يضربني على الأماكن الحساسة من جسمي حتى لم يبق بجسدي مكان إلا وأشعر به بألم وأصابني داء الشقيقة من كثرة الضرب على رأسي، علماً بأني أعيش في بلد أوروبي ممنوع فيه الضرب ويعاقب الزوج على ضربه لزوجته ولم أكن أستطيع أن أتكلم لأن ليس لي عائلة هنا وكنت أشعر أني بسجن لا أستطيع الفرار منه ولا أدري ما أفعل، رزقت بثلاثة أولاد أكبرهم في العاشرة من عمره ونفسية أولادي تعبت من معاملة أبيهم لي وكانوا يشتكون في المدارس حتى هددتني المدرسة أنهم سيأخذون ابني الكبير مني إذا لم أجد حلا مع زوجي لأن ذلك كله أثر على نفسية الطفل وإخوته أيضاً، وكنت محتارة في أمري ما أفعل وكيف أتصرف، كدت أجن نفسيتي تعبت كثيراً خاصة بعد أن بدأت أشعر أني أكره زوجي، كان يغتصبني تحت اسم الشرع ولا يهتم بي إذا كنت مريضة أو متعبة أو غير ذلك ويقول إنه علي طاعته بكل شيء دون الاعتراض على شيء... المقام لا يسمح أن أسرد قصتي لأنها طويلة ومؤلمة وربي عالم بحالي، في هذه السنة كتب الله لي حج بيته الحرام ووقفت هناك أمام الكعبة أدعو وأبكي وأشكو حالي إلى الله وهو أعلم بي وطلبت منه أن يخلصني ويساعدني كي أتخلص من ذلك الرجل القاسي الأناني وبعد عودتي من الحج شعرت أني لا أطيق أن أرى زوجي ولم أتحمل أن يلمسني حتى ولو بالقوة فقد كان متعوداً أن يضربني إذا رفضت أن أعطيه حقه الشرعي وبعد أن يغمى علي يأخذ حقه دون الاكتراث لنفسي وبعدها يذهب ليقرأ القرآن ويصلي فهو يعتقد أن الصلاة والقرآن والصيام هم الدين كله ولا داعي لباقي العبادات وكان رجلا شكاكا يشك بالناس كلهم ويعتقد أن الذي لا يصلي في المسجد هو رجل منافق إلى غير ذلك من الاعتقادات حتى جعلني أنا أيضا أشك بالناس، في شهر نيسان الماضي حصل شجار بيننا ضربني زوجي على إثره ضربا قاسياً جداً كسر لي أسناني بعد أن كان قد كسر لي يدي اليمنى العام الماضي وضربني ضربا أمام أولادي جعلني أقرر أن أتركه بلا عودة فاتصلت بابن عمي في السويد كي يأتي ليأخذني عنده وجاء ابن عمي وسافرت معه بنفس الليلة مع أولادي وفوجئت بزوجي في اليوم التالي يبعث لي رسالة مع صاحبه إن لم أرجع إلى البيت فسيبلغ عني الشرطة أني خطفت أولادي وهربت فكلمت الشرطة أخبرتهم أني مسافرة بسبب ضرب زوجي لي وفوجئت بالشرطي يطلبني في اليوم التالي ليخبرني أن زوجي رفع علي قضية خيانة زوجية فقد اتهمني زوجي بالزنا مع ابن عمي وهنا وقعت الصدمة علي كالصاعقة فلم أستطع أن أصدق ما قاله عني زوجي ولم يكتف بذلك بل ذهب يقول للناس أني أخونه مع ابن عمي وأخبر محاميته بذلك وكان هناك شهود وأخبرني الجيران بأنه يتكلم عني بأقبح الكلمات، علما بأني ولله الحمد عنيد من الخوف من الله ما لا يعلمه إلا الله ولا نزكي أنفسنا على الله، ولكني شعرت بالندم على كل لحظة قضيتها مع ذلك الرجل الذي لا يخاف الله، تركت بيت ابن عمي وعدت إلى الدنمارك لأسكن مع أولادي في بيت خاص للمطلقات وعانيت من المرار بذلك البيت ما لا يعلمه إلا الله ومرت علي الأيام كالسنين وتعبت نفسيتي أنا وأولادي خاصة أن تلك البيوت لا تناسب المسلمات وفيها أشياء تنافي الأخلاق ويتعلم منه الأولاد أشياء مخيفة، واتصل الشيخ هنا بزوجي طلب منه أن يترك البيت ويسكن عند أحد من عائلته من أجل مصلحة أولاده ولكنه رفض وعذبني كثيراً ورفض أن يطلقني ولا زال يرفض، علما بأنه وافق على الطلاق في المحاكم الدانماركية أي طلاقا مدنيا وحصلت على الانفصال من شهر ونصف ولكني لازلت زوجته بالشرع ويرفض أن يطلقني إلا بحال عودتي إلى بلدي الأصلي وإعطائه أولادي علما أنه لا يحق له أن يأخذ الأولاد لأنه مريض نفسياً وعنده تقارير بذلك وحصل على التقاعد هنا بسبب ذلك، علماً بأن عمره 36 سنة فقط، وكان يدعي المرض النفسي كي لا يعمل والأدهى من ذلك أنه يرفض أن يرى أولادي ويكلمهم لأني حصلت على حضانة أولادي هنا وقد سافر إلى بلدنا ولا أدري متى يعود، سؤالي هو: هل طلاقي المدني يعتبر طلاقاً شرعيا لي، وهل أعتبر مطلقة منه بعد أن اتهمني بالزنا بدون شهود والله يعلم أنه زور وهناك شهود على كلامه، أفيدوني لأني في حيرة من أمري؟ جزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : دقيقة واحدة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يفرج عنك ما أنت فيه، وهذا الرجل إن كان كما ذكرت فهو رجل مريض النفس قبيح الأخلاق معدوم المروءة، رقيق الدين، متصف بصفة من أقبح صفات المنافقين التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (وإذا خاصم فجر)

ومثل هذا الزوج لا يستحق أن تصبري عليه ولا أن تتحملي من أجله ما تحملت، ولك أن ترفعي أمرك إلى القضاء الشرعي في بلدك الأصلي، فإن لم يمكن ذلك فإلى جماعة المسلمين في البلد الذي أنت فيه، فيُلْزم بالطلاق، فإن رفض حكموا بالطلاق وتكوني مطلقة بذلك، فتعتدي منه ثم لك الزواج بعد انتهاء العدة، أما عن ما يسمى بالطلاق المدني فانظري الفتوى رقم: 51771.

والله أعلم.