عنوان الفتوى : سنة الجمعة القبلية في العهد النبوي

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل كان هناك سنة قبلية لصلاة الجمعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كانت تصلي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا لم تكن موجودة فهل هي الآن تعتبر سنة من سنن الخلفاء الراشدين المهديين أو أنها تعتبر بدعة كما يسميها البعض ومن صلاها أول مرة؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن السنة القبلية لصلاة الجمعة لم تكن معروفة في العهد النبوي ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل عليها ولم ينقل عن الصحابة أنهم كانوا يصلونها، قال الحافظ العراقي: لم ينقل عن النبي أنه كان يصلي قبل الجمعة لأنه كان يخرج إليها فيؤذن بين يديه ثم يخطب. انتهى. 

قال ابن تيمية: المأثور عن الصحابة أنهم كانوا إذا أتوا المسجد يوم الجمعة يصلون من حين يدخلون ما تيسر فمنهم من يصلي عشر ركعات ومنهم من يصلي اثنتي عشرة ركعة ومنهم من يصلي ثمان ركعات ومنهم من يصلي أقل من ذلك، ولهذا كان جماهير الأئمة متفقين على أنه ليس قبل الجمعة سنة مؤقتة بوقت، مقدرة بعدد، لأن ذلك إنما يثبت بقول النبي أو فعله وهو لم يسن في ذلك شيئاً لا بقوله ولا فعله وهذا مذهب مالك والشافعي وأكثر أصحابه وهو المشهور من مذهب أحمد. انتهى. 

وذهب الحنفية إلى أنه تسن الصلاة قبل الجمعة وبعدها فأوجبوا السعي وترك البيع يوم الجمعة بالأذان الأول للتمكن من أدائها، وفي وجه للشافعية رجحه النووي في المجموع أنه تسن ركعتان قبلها وركعتان بعدها والأكمل أربع قبلها وأربع بعدها. والراجح عدم مشروعيتها. 

ومما تقدم يتبين أن السنة القبلية لصلاة الجمعة لم تكن موجودة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا على عهد الخلفاء الراشدين، وإنما سن عثمان رضي الله عنه الأذان الأول لتنبيه الناس إلى السعي لصلاة الجمعة، ولم يسن لهم السنة القبلية على الصورة الموجودة الآن، وقد حكى الحافظ العراقي في طرح التثريب عن أبي شامة أنها بدعة. 

والله أعلم.