عنوان الفتوى : هل تأثم الأم إذا أمرت أبناءها بالصلاة ولم يستجيبوا
ما حكم الدين في أم تصلى وتقرأ القرآن وقائمة بواجبها تجاه ربها ولكن عندها 4 أبناء ذكور سنهم ما بين 10 إلى 20 سنة لا يؤدون فريضة الصلاة ورغم كل محاولاتها فإنها كانت فاشلة لذا بما تنصحونها وأتمني أن أتلقى الرد في أسرع وقت ممكن؟وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا تجب الصلاة على الصبي، لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاث، وذكر منهم: الصبي حتى يحتلم. رواه أصحاب السنن.
إلا أن الآباء والأمهات مخاطبون بأمر أبنائهم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين وضربهم عليها لعشر، لقوله صلى الله عليه وسلم: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع. رواه أبو داود وغيره.
وقد اختلف العلماء، هل أمر الشارع الحكيم للآباء بأمر أبنائهم بإقامة الصلاة، هل هو على سبيل الوجوب أو الاستحباب؟
فذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى الوجوب، وذهب المالكية في المشهور إلى الندب.
قال العدوي المالكي في حاشيته: والأمر في الحديث محمول على الندب على المشهور، فإن لم يفعل الولي ذلك فلا شيء عليه، لأنه إنما ترك مستحباً. انتهى
وإذا قام الأب والأم بواجبهم في التربية، ولكن الولد لم يستجب لهما فقد سقط الإثم عنهما على القول بالوجوب، وكذا إذا بلغ الولد سن الرشد فلا إثم على والديه، وإنما الإثم عليه لأنه أصبح مكلفاً، وإنما يؤاخذ الوالدان على التقصير في تربيته، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم: 6}.
ولقوله عليه الصلاة والسلام: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. متفق عليه.
وفي صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم: ما من راع يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة.
والذي ننصح به هذه الأم هو الاستمرار في نصح أولادها جميعاً بقدر استطاعتها، وضرب الصغار منهم إذا تركوا الصلاة.
والله أعلم.