عنوان الفتوى : حكم وصف الله تعالى بالمسعر
جزاكم الله خيرا قرأت في كتاب البيوع حديث إن الله هو المسعر فهل يوصف سبحانه بذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث الوارد في السؤال حديث صحيح أخرجه أبو داود والترمذي من حديث أنس قال: غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله سعر لنا، فقال: إن الله هو المسعر القابض الباسط الرزاق وإني لأرجو أن ألقى ربي وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وصححه ابن حبان وابن حزم وابن حجر والألباني.
وهذا الحديث يفيد إثبات ما أثبت الرسول صلى الله عليه وسلم لربه فهو سبحانه وتعالى المتحكم في الأمور يرفع ما يشاء ويخفض ما يشاء، ويغلي ما يشاء ويرخص ما يشاء، والرسول صلى الله عليه وسلم هو أعلم الناس بالله وقد وصف الله تعالى بهذه الصفة فهي من صفات الأفعا ل، وقد عدها من أسماء الله تعالى ابن حزم والشوكاني.
وبناء عليه؛ فإنه لا مانع من وصف الله بهذه الصفة في أسلوب يماثل السياق الذي أوردها فيه الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكر الغزالي في المقصد الأسنى: أن ما كان يطلق على العباد من أسمائه تعالى على جهة الحقيقة مثل الزارع والكاتب لا يطلق على الله مجردا، بل يطلق حيث أطلقه على لفظه مع ما يتعلق به من السياق.
والله أعلم.