عنوان الفتوى : الفرق بين شهيد المعركة وغيره من الشهداء
هل للشهداء المذكورين في حديث النبي صلى الله عليه وسلم كالغريق والمبطون وغيرهم نفس الأحكام الأخروية التي ينالها شهيد المعركة من الإجارة من عذاب القبر وغفران الذنوب ورؤية مقعده في الجنة وما إلى ذلك؟ ثم هل المرأة التي تموت أثناء الطلق لها نفس أحكام شهيد المعركة الأخروية؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تواترت الأخبار عن نبيا محمد صلى الله عليه وسلم بإطلاق لفظ الشهادة على الذي مات غريقاً، أو حريقاً، أو مات بداء البطن، أو مات في مرض الطاعون، وعلى المرأة التي ماتت في فترة النفاس.
ولفظ الشهادة الوارد في هذه الأحاديث، المراد به أنهم شهداء في ثواب الآخرة، لا في ترك الغسل والصلاة عليهم في الدنيا، أي أنهم يشتركون مع شهيد المعركة في بعض الأحكام لا كلها.
قال ابن قدامة في المغني 2/405.
(فأما الشهيد بغير قتل كالمبطون والمطعون والغريق وصاحب الهدم والنفساء، فإنهم يغسلون ويصلى عليهم، لا نعلم فيه خلافاً).
وأما أمن فتنة القبر وعذابه ومغفرة الذنوب بما أصابهم.. فهذه أمور غيبية لا يجوز فيها القياس وإعمال العقل، وقد صحت أخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يأمن عذاب القبر وفتنته تراجع في كتب التوحيد، وكتاب الروح لابن القيم، وكتاب شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور للإمام السيوطي باب (من لا يسأل في قبره) وخلاصة ما ذكره هؤلاء العلماء فيمن يأمن فتنة القبر وعذابه أنهم أصناف سبعة، وهم الشهيد، والصدِّيق، ومن قتله بطنه، والمطعون، ومن قرأ سورة الملك كل ليلة، ومن مات يوم الجمعة وليلتها واختلف العلماء في تحسين الحديث الوارد فيه (أي حديث من مات يوم الجمعة)، فمنهم من ضعفه كالحافظ ابن الحجر، وأما رؤية المقعد في الجنة فإنها عامة لكل مؤمن، كما جاء ذلك في سياق ما يجري للمؤمن، والكافر و المنافق عند الاحتضار، كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه. وهو حديث صحيح. والله تعالى أعلم.