عنوان الفتوى : المقصود بفتنة المحيا والممات
جاء في الدعاء أن نتعوذ من فتنة المحيا والممات فما هي هذه الفتنة بالتفصيل؟ بارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن معنى الفتنة كما قال النووي هو الابتلاء والاختبار، قال: قال أهل اللغة: أصل الفتنة في كلام العرب الامتحان والاختبار. قال القاضي عياض: ثم صارت في عرف الكلام لكل أمر كشفه الاختبار عن سوء. قال أبو زيد: فتن الرجل يفتن فتونا إذا وقع في الفتنة وتحول من حال حسنة إلى سيئة. انتهى.
وقال السندي شارح جامع الترمذي قال: ابن دقيق العيد: فتنة المحيا ما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا والشهوات والجهالات، وأعظمها والعياذ بالله أمر الخاتمة عند الموت، وفتنة الممات يجوز أن يراد بها الفتنة عند الموت أضيفت إليه لقربها منه، ويكون المراد بفتنة المحيا، على هذا ما قبل ذلك ويجوز أن يراد بها فتنة القبر. انتهى.
وعلى هذا، فمن فتنة المحيا الاغترار بالدنيا والانشغال بها عن طاعة الله تعالى، وكل ما يشغل المسلم عن طاعة ربه فهو فتنة، قال النووي: وفتنة الرجل في أهله وماله وولده ضروب من محبته لهم وشحه عليهم وشغله بهم عن كثير من الخير كما قال تعالى: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ. أو لتفريطه بما يلزم من القيام بحقوقهم وتأديبهم وتعليمهم، فإنه راع لهم ومسئول عن رعيته. انتهى، وفتنة الممات قد تبين أنها فتنة القبر أي السؤال فيه أو الفتنة عند الموت نسأل الله الثبات على الإيمان.
والله أعلم.