عنوان الفتوى : نية الطلاق لا تؤثر على الزوجية
أنا امرأة متزوجة وتوجد نية طلاق بيني أنا وزوجي، هل الجماع بيننا حرام، أفيدوني أثابكم الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنية الطلاق لا تؤثر على الزوجية، فيحق للزوجين أن يستمتع كل منهما بالآخر بجماع أو غيره مع نيته طلاقها وعلمها هي بذلك، بل ولو وعدها بأنه سيطلقها بعد فترة معينة أو بعد حصول أمر معين، فإن ذلك لا يؤثر على العلاقة الزوجية، وراجعي في حكم الوعد بالطلاق الفتوى رقم: 9021.
وهذا مما لا خلاف فيه، والخلاف إنما هو فيمن طلق طلاقاً مؤجلاً كأن يقول لزوجته أنت طالق غداً مثلاً، فعند جمهور أهل العلم أنها لا تطلق إلا بعد مجيء الأجل الذي حدده، ففي درر الحكام وهو حنفي: إذا قال أنت طالق اليوم إذا جاء غد... لا يقع قبل غد لأنه تعلق بمجيء غد، فلا يقع قبله...
وقال الشافعي رحمه الله في الأم: إذا قال الرجل لامرأته: أنت طالق غدا، فإذا طلع الفجر من ذلك اليوم فهي طالق....
وفي المغني لابن قدامة: إذا قال أنت طالق في شهر عينه كشهر رمضان، وقع الطلاق في أول جزء من الليلة الأولى منه، وذلك حين تغرب الشمس من آخر يوم من الشهر الذي قبله.
ففي هذه المذاهب كلها يجوز الجماع وغيره من سائر الاستمتاعات بين الزوجين قبل اللحظة التي حددها الزوج للطلاق، وخالف المالكية في هذا واعتبروا أن الطلاق ينجز من حين التلفظ به إذا علقه الزوج، بمستقبل يمكن أن يبلغه عمر الزوجين، ففي التاج والإكليل: ...... ابن عرفة: المذهب أن تعليق الطلاق بالمستقبل إن شرطه بصفة يعلم وجودها بلا بد كقوله أنت طالق بعد سنة ونحو ذلك تنجز عليه الطلاق.....
والله أعلم.