أرشيف المقالات

تأثر الطفل بالمحيط الفكري والاجتماعي - ملفات متنوعة

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .

يخلق الطفل وهو خالي من أي تربية أو أفكار وشيئا فشيئا التربية التي يتلقاها الطفل هي من يساعده في تكوين شخصيته وأفكارة، وطبعا الإطار الفكري والاجتماعي المحيط بالطفل له تأثير مباشر في أفكار وشخصية الطفل، وتأثيره له عدة أوجه؛ هناك طفل يتقمص لأفكار الآخرين وشخصيتهم، وهناك طفل ترتد عليه أفكار الآخرين عكسيا وتمحو أفكاره أو تجمدها وغيرها الكثير.

لذلك يجب التفكير جيدا وأكثر من مرة بالإطار الفكري والاجتماعي الذي سينشأ الطفل وسطه؛ لأنه يساهم في تربية الطفل من عدة جهات ويزرع ركائز في شخصيته قد تبقى ثابتة طوال العمر.

والسؤال هو كيف يمكن لنا أن نجعل الإطار الفكري مناسب لتربية الطفل؟

طبعا يمكن للمربي أن يحد من مخاطر الإطار الفكري الذي يحيط بالطفل وأن يجعله أفضل إن أحسن التصرف وان أرفق تصرفاته بخطوات مساعدة منها:

1- العمل على تواجد عناصر متمتعة بأفكار سليمة ضمن الإطار المحيط بالطفل، مثلا إن كان هناك أقرباء متصفين بفكر سليم يمكن لنا أن ندخلهم ضمن الإطار الفكري المحيط بالطفل وأن نجعل تواجدهم واختلاط الطفل معهم بشكل مستمر.

2- عدم إفساح المجال للطفل بالاختلاط مع أطفال آخرين أو أناس آخرين من ذوي التفكير السيئ والمستوى الاجتماعي التربوي المنخفض؛ لأن هذه العناصر ستؤثر في أفكار وتربية الطفل من كافة النواحي، والأفضل انتقاء عناصر متمتعة بدرجة عالية من الفكر والتربية، ودفع الطفل للاندماج معها، وهنا سيستفيد كثيرا من احتكاكه بها.

3- التعامل والتواصل الفكري والاجتماعي بين العناصر المنتمية للإطار الفكري المحيط للطفل يجب أن تكون مدروسة وغير همجية، عمادها احترام الأفكار وإفساح الفرصة أمام الجميع للتعبير عن شخصية الفرد وأفكاره وعدم الاستهزاء بها؛ فالطفل عندما يرى أسلوب التعامل الفكري هذا ضمن الإطار المحيط به ينتقل إليه هذا الأسلوب بشكل مباشر ويتأصل في شخصيته، بل ويعمل على تطويره لاحقا.

4- جعل إحدى صفات الإطار الفكري المحيط بالطفل هي الليونة الفكرية.
هذا الأمر مهم جدا للتربية الفكرة للطفل، أما الفكر المتشدد في الأفكار والطباع فهذا أمر سيؤثر سلبا على الطفل من جهة ستعوده، ومن جهة ثانية سيدفعه لكبت أفكارة لأنه يعلم أن الإطار الفكري المحيط به لا يتقبل طرح أفكار وآراء خارجية.

5- اتصاف الإطار الفكري المحيط بالطفل بحسن الاستماع للآراء وخاصة للأطفال؛ فالطفل دوما بحاجة إلى من يسمعه وإلى من يطرح أفكاره أمامه، وإن كان الإطار الفكري المحيط به إطار صاد ومانع ورافض للاستماع لأفكار الطفل هنا سنزعزع أفكار الطفل وسندفن تألقها الذي من المحتمل أن تصل إليه إذا منحناها فرصة صحيح.
إن أفكار الصغار صغيرة ولكن إن استمعنا إليها وإن ساعدنا الطفل لتطوير أفكاره ستكبر وقد تكون أفكاره أفضل بكثير من أفكار الكبار.

أحيانا نلاحظ أن الطفل لا يمتلك أفكارا خاصة بل مستوردة؛ فهو إما يتأثر بتلك الأفكار ويتبناها، وإما تفرض عليه بقوة إلى درجة أن ينسى أن يفكر بعقله لا بعقولهم.

ومن الضروري أن نعطي الأمر حقه من العمل والجهد فأفضل شيء يمكن تنميته لدى الأطفال هو الفكر لأن الأفكار تولد الإبداع والإبداع يولد النجاح والتفوق.

ومن منا لا يريد أن يرى أبناؤه متفوقين ومبدعين، بل نرغب أن نراهم في أعلي مراتب الإبداع، وهذه الرغبة يتطلب تحقيقها العمل الصحيح والتفكير السليم بالإطار الذي يحيط بالطفل؛ لأنه سيؤثر في فكر الطفل حتى سنوات عديدة إلى أن يقوى عود الطفل وفكره، وبالتالي يمكنه من أن يفرق بين الفكر السليم والفكر السيئ.


د.
ميرفت عبدالكريم




شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣