عنوان الفتوى : الهدي النبوي: أعط كل ذي حق حقه
أنا سيدة ولي ولدان الأكبر عمره 3 سنوات والأصغر عمره 4 أشهر بسبب هؤلاء الأطفال ضعف تركيزي في الصلاة خوفاً من ترك الصغير مع الكبير بمفردهم وما يترتب عليه من إيذاء الكبير للصغير بسبب الغيرة إلى جانب تركي للسنن مع أني قبل الولادة كنت مواظبة عليها جميعاً إلى جانب أيضاً تركي لقيام الليل لأني ما أصدق أن الطفل ينام حتى أنام معه إلى جانبه أحياناً نومي مع علمي أن زوجي يريد الجماع، ولكن بأمانة شديدة أنام فعلاً غصبا عني، أريد الحكم في هذه الأشياء؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فواجب المسلم أن يوازن بين الحقوق المترتبة عليه، فيعطي لكل ذي حق حقه دون إفراط ولا تفريط، فللأولاد حقهم في التربية والرعاية، وما يحتاجون إليه من الشفقة والحنان.
وللزوج حقه في الجماع وفي الطاعة وفي العمل على ما يسره ويسعده، وفي خدمته وإصلاح بيته، وللإنسان الحق على نفسه في الراحة والنوم والسكينة والأخذ بشيء من متع الحياة، ومع كل هذه الحقوق فهنالك حق مقدم عليها جميعاً وهوحق الله، وحقه أن يعبد ويخلص له في العبادة شكراً لنعمه المتزايدة، ووفاء بالعهد والأمانة اللذين من أجلهما خلق الإنسان، والكيس هو من يجمع بين كل هذه الحقوق ويوازن بينها، ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لربك عليك حقا، وإن لبدنك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه.
وعليه؛ فالواجب أن لا تنشغلي بالقيام بأمر الولد الصغير عن بقية الحقوق، وخاصة ما يتعلق منها بالتركيز في الصلاة، وبحق الزوج، وأما السنن وما كنت تفعلينه من قيام الليل فإنها لا تتحتم تحتم الفرض، ولكنها سبب في محبة الله، كما جاء في الحديث القدسي: ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه... رواه البخاري، فلا ينبغي للعاقل أن يترك أمراً تُستجلب به محبة الله.
والله أعلم.