عنوان الفتوى : معاني التلاوة ومراتبها وأفضلها
ما الفرق بين تلاوة القرآن وترتيله، وأيهما مستحب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التلاوة معناها القراءة عموماً، وأما الترتيل فهو مرتبة من مراتب تلاوة القرآن الثلاثة المعروفة عند علماء التجويد وهي -بعد الترتيل-: الحدر، والتدوير، فالترتيل في اصطلاح القراء هو قراءة القرآن على مكث وتفهم من غير عجلة، وهو أفضل مراتب التلاوة، لأن القرآن نزل به، كما قال تعالى: وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ [الإسراء:106]، وقال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل:4].
وقد فسر علي رضي الله عنه الترتيل: بأنه تجويد الحروف ومعرفة الوقوف، ومعنى تجويد الحروف إخراجها من مخارجها، وإعطاؤها صفاتها من التفخيم والترقيق...
وأما المرتبة الثانية من تلاوة القرآن فهي الحدر، وهو إدراج القراءة وسرعتها مع المحافظة على أحكام التجويد، ويجب الحذر من بتر الحروف وذهاب الغنة والمد.
وأما المرتبة الثالثة من مراتب تلاوة القرآن فهي التدوير، وهي حالة متوسطة بين الترتيل والحدر، ولقارئ القرآن الكريم أن يختار من هذه المراتب الثلاثة ما يناسب حاله أو يوافق طبعه ويخف على لسانه، ولا تجوز تلاوة القرآن بالهذرمة التي تبتر الحروف وتخل بمخارجها وتذهب بالغنة والمد...
وتأتي تلاوة القرآن بمعنى اتباعه، ومنه قول الله تبارك وتعالى: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [البقرة:121]، وفي تفسير الطبري وابن كثير عن ابن مسعود أنه قال: والذي نفسي بيده؛ إن حق تلاوته أن يحل حلاله، ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله عز وجل، ولا يحرفه عن مواضعه، ولا يتأول شيئاً منه على غير تأويله. ومثله رووه عن قتادة.
وعلى هذا، فالتلاوة لفظ عام يشمل القراءة -كما ذكرنا- ويشمل الاتباع. أما الترتيل فهو مرتبة من مراتب التلاوة وهو أفضلها، وبهذا تعلم الفرق بين التلاوة والترتيل.
والله أعلم.