عنوان الفتوى : ما يؤذي الحي يؤذي الميت
بسم الله الرحمن الرحيموالصلاة والسلام على أشرف المرسلين تسأل إحدى الأخوات عما يجب عليها تجاه عمل قامت به، وهي تظن أنها إنما تفعل خيرا.ًفقد توفيت أمها ولم يكن غيرها معها (تقريباً)، وأرادت أن تستر أمها قبل أن يُبدأ بتغسيلها، فنزعت عنها ثيابها بشيء من القوة لتنظف جسمها من شعر الإبطين والعانة، وتنظفيها من جميع الأوساخ التي قد تكون أصابتها... وهي كانت تقصد ستر عورة أمها حتى لا يطلع عليها أحد؟وكان أن نبهتها بعض الأخوات على خطأ فعلها ذاك، مما جعلها تشعر بالذنب تجاه والدتها، فماذا عليها أن تفعل الآن؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت البنت نتفت شعر أمها بالقوة، فإن كان ذلك مما يعد مؤلما للأحياء، فإنه يحرم أن يفعل مثله بالأموات.
فقد قرر أهل العلم أن ما يؤذي الحي يؤذي الميت، فنصوا على أنه لا يغسل بماء بارد جدا. قال صاحب نظم العوائد الفاسدة عند ذكر العوائد الفاسدة في التعامل مع الموتى:
وكل ما يؤذيه وهو حي يؤذيه ميتا فذاك غي
ثم إنه قد اختلف أهل العلم في إزالة شعر الإبط والعانة عن الميت، فمنعه الجمهور في العانة، واختلفوا في الإبط.
فإذا تقرر هذا؛ فإن كانت هذه البنت قد فعلت بأمها ما لا يجوز، فإن عليها أن تتوب إلى الله، وتكثر من الأعمال الصالحة، وأن تكثر من الدعاء لأمها والاستغفار لها. وراجعي فيما ينبغي فعله للوالد بعد وفاته الفتوى رقم: 10602.
والله أعلم.