عنوان الفتوى : خطيبها قال الأطباء إنه سيموت بعد ستة أشهر

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

سبحان الله لدي مشكلة مع خطيبي وأقصد بذلك أنه يعاني من مرض عضال، وقد قال له الأطباء إنه سيموت بعد 6 أشهر، ولدي إيمان أنه سيعيش أي أن يقيني بالله، ولكن الخوف وكل الخوف، أنني أفقد إيماني، والعياذ بالله أي أن يموت خطيبي بعد فترة زمنية قصيرة، حيث إنه يعاني من ورم في الدماغ، وتم إشارته أنه لن يعيش فترة، ولكن الدعاء سيغير القدر، سبحان الله ماذا أفعل، أشيروا علي؟ جزاكم الله خيراً

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الرجل الذي تقدم لخطبتك صاحب دين وخلق فتزوجيه، إن كان يريد بالزواج بك غرضاً شرعياً، قال صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.

وأما كونه مريضاً بورم في الدماغ وأن الأطباء يتوقعون وفاته، فهذا أمر في علم الله، ولا يستطيع أحد أن يجزم به، وهناك علاجات بشر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تشفي بإذن الله، كالحبةالسوداء وعسل النحل وشرب زمزم بنية البرء من المرض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام. وهو الموت. رواه البخاري ومسلم.

وقال تعالى: يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ [النحل: 69]، وقال صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له. رواه أحمد وابن ماجه من حديث جابر.

فلو شربه المريض ونوى بشربه الشفاء، فإن الله يشفيه بإذنه سبحانه، وهناك علاجات أخرى مهمة مثل الرقية الشرعية والدعاء، قال صلى الله عليه وسلم: لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء. رواه أحمد وابن ماجه، وحسنه الألباني، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام: 22104، 26067، 1446، 21206 ففيها مزيد بيان.

وأما خوفك من أن يموت خطيبك بعد الزواج فيضعف إيمانك، فلا معنى له لأنك قد تتزوجين رجلاً صحيح البدن ثم يموت فجأة من غير علة أو في حادث سير أو لأي عارض، فالموت غير مرتبط بالمرض، قال الشاعر:

وكم من سليم مات من غير علة   * وكم من مريض عاش حيناً من الدهر

فتوكلي على الله وفوضي أمرك إليه، وارضي بقضائه وقدره، فكل ما يصيب ا لمؤمن يكون خيراً له، قال صلى الله عليه وسلم: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.

والله أعلم.