عنوان الفتوى : تصيبها نوبات ضحك كلما طافت بالبيت
والدتي سيدة فاضلة ملتزمة بالصلوات المفروضة والنوافل كاملة من صيام وزكاة وحج وتلاوة كثيرة جدا للقرآن، وأكثر ما يميزها إنفاقها على الفقراء بمبالغ كبيرة جدا فهي لا تترك أحدا محتاجا سواء كان قريبا أو غريبا، وبالاضافة إلى ذلك فهي كثيرا ما تقوم بالعمرة والحج، وسؤالي يا سيدي أنه يحدث لها شيء عجيب أثناء الطواف حول الكعبة إذ تنتابها حالة هستريا من الضحك المتواصل لمرة واحد ولدقائق معدودة أثناء سبع مرات الطواف، بدون أي سبب وتحاول جاهدة منع نفسها من الضحك ولكنها لا تستطيع وهذا يحدث لها في كل مرة تسافر إلى العمرة وهي مرات كثيرة ثم تنتابها حالة من الحزن لما يحدث في الحرم الشريف ولا تدري سببا لهذه الحالةالغريبة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن هذا الفعل يتنافى مع الخشوع وهيبة حرم الله الذي يجب على المسلم أن يعظمه ويشغل قلبه ولسانه وجميع جوارحه في طاعة الله عز وجل والخضوع لعظمته في ذلك المكان وفي الطواف ببيت الله الحرام خاصة، فقد قال الله عز وجل: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ [الحـج:30]، وقال تعالى: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحـج:32].
ولهذا كان السلف الصالح رضوان الله عليهم إذا أراد أحدهم دخول مكة المكرمة حرسها الله استعد لذلك نفسياً وبدنياً واغتسل ولازم الأذكار.
ولذلك تنصح هذه السيدة إذا أرادت دخول مكة المكرمة حرسها الله بأن تستعد لذلك وتستشعر في قلبها أنها قادمة على حرم الله الآمن وعلى أعظم بقعه وأشرف مكان وأن عليها الخضوع التام وما استطاعت من الخشوع وتكثر من الأدعية والأذكار مع استحضار المعنى في قلبها.
وعليها أن تكثر من الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم وتستعين به على كل حال، وما دامت تؤدي المناسك على الوجه المطلوب، فإن عمرتها صحيحة وأداؤها للفرائض والنوافل وإحسانها إلى الناس لا شك أنه عمل جليل وخير عظيم تؤجر عليه وتشكر وستجد ثوابه عند الله عز وجل إن شاء الله تعالى، فالله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
والله أعلم.