عنوان الفتوى : هل يأثم من زنا بفتاة فحملت فأجهضت
للأسف لم أتلق الفتوى المناسبة التي كنت أتمنى أن تجيب على حيرتي و تزيل قلقي بل تم توجيهي إلى فتاوى مشابهة كما تفضلتم إلا أني لم أجدها مناسبة بل و بعيدة عن حالتي .... أود أن ألقى إجابة شافية و مناسبة لحالتي حسب ما تقتضيه تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف من شيخ عالم ورع ومتمكن وإذا تعذر الأمر فمن الأحسن عدم التمويه. وإليكم مشكلتي .. كنت على علاقة بفتاة متحللة أخلاقيا لمدة عام ومنذ أربعة أشهر أخبرتني أنها حامل وفي شهرها الثالث طلبت مني الزواج لستر الفضيحة ولما رفضت بشدة قررت الإجهاض ورغم أنني عارضت الأمر بشدة ورغم أنني بينت لها حرمة الجنين وكبيرة الإجهاض إلا أنها أصّرت وفعلا أجهضت في أسبوعها الرابع عشر تقريبا. أرجوكم بيّنوا لي ما يترتب عليّ من إثم مع العلم أني فارقتها كما أنني كنت ضد الحمل من الأساس. وهل أنا اّثم بالزنا فقط أم بالإجهاض كذلك ؟ هل أنا قاتل نفس ؟ ماذا يترتب عليّ فعله كفارة لما فعلت؟وهل إلى توبة من سبيل ؟ وجزاكم الله عنا كل خير...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنك قد ارتكبت آثاماً شنيعة وفاحشة نكراء بما مارسته من علاقة بفتاة لا تحل لك، وبما فعلته من الزنا، وقد كنا بينا حكم الزنا في فتاوى سابقة فراجع فيه الفتوى رقم: 26046.
وأما ما يتعلق بالإجهاض وقتل النفس والكفارة في ذلك، فطالما أنك لم تساعد على الإجهاض ولم تقبله، وقد فعلته المرأة من تلقاء نفسها، فليس عليك فيه كفارة ولا دية.
وبالنسبة لذنبك وما إذا كان عظمه يصير لك نصيباً من إثم القتل، لأنك أنت الذي أحبلت الفتاة، فهذا لا سبيل لنا إلى الإجابة عنه، لأن أحجام الذنوب ودرجة المؤاخذة بها ونحو ذلك هي من الأمور الغيبية التي لا يمكن الإجابة عنها إلا بتوقيف من الشارع، ولم يرد نص يحدد هذا.
وأما التوبة، فبابها مفتوح لك على مصراعيه، قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [سورة طـه:82].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
وقد يبدل الله السيئات حسنات إذا حسنت توبة المرء، قال الله تعالى بعد ذكر جملة من المعاصي منها القتل والزنا: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [سورة الفرقان:70].
فبادر إلى التوبة بالابتعاد عن تلك المعاصي والندم عليها والعزم أن لا تعود إليها في المستقبل، وأبشر بالخير إذا تبت.
والله أعلم.