عنوان الفتوى : تقبل التوبة ما لم تطلع الشمس من مغربها.
سمعت من أساتذة الدين الإسلامي أن من علامات الساعة الكبرى المسيخ الدجال. وقيل أيضا أن مع ظهور بعض أو كل علامات الساعة الصغرى يمكن التوبة ولكن مع ظهور أي من علامات الساعة الكبرى لا مجال للتوبة. و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ظهور المسيح الدجال من علامات الساعة الكبرى، ففي الصحيحين واللفظ للبخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الله لا يخفى عليكم، إن الله ليس بأعور، وأشار بيده إلى يمينه، وإن المسيح الدجال أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية".
وخروجه من الفتن الكبرى، ليتميز صادق الإيمان من المنافق أو الكاذب في إيمانه، فلا يثبت في تلك الفتنة إلا رجل صادق في إيمانه.
ومن تبعه ومات على ذلك فلا شك أنه من أهل النار، وأما من تاب وأناب وصدق في إيمانه، فإن الله تعالى يتوب عليه ويقبل توبته.
فإن التوبة مقبولة من صاحبها ما دامت الشمس لم تطلع من مغربها.
قال صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا رآها الناس آمن مَنْ عليها، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل" رواه البخاري.
وروى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً".
فالفتنة تكون بنزول المسيح الدجال، والتوبة تنفع ما لم تطلع الشمس من مغربها. وهي آية متأخرة عن خروج الدجال كما تقدم.
والآيتان المذكورتان في حديث عبد الله بن عمرو أول الآيات الكبرى التي ليست مألوفة، فخروج الدابة بشكل غير مألوف، ومخاطبتها الناس، ووسمها إياهم بالكفر أو الإيمان، أمر خارج عن مجاري العادات، وهذه أول الآيات الأرضية، وطلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السماوية، وبطلوعها لا ينفع إيمان من لم يكن مؤمناً قبل ذلك.
وعليه فقول من قال : إنه بظهور أي من علامات الساعة الكبرى لا مجال للتوبة : غير صحيح ، بل هذا خاص بطلوع الشمس من مغربها.
والله أعلم.