عنوان الفتوى : رتبة حديث "الناس هلكى إلا العالمون"
"الناس هلكى إلا العالمون"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الحديث غير صحيح، فقد ذكر الشيخ محمد درويش البيروتي في أسنى المطالب، والشوكاني في الفوائد المجموعة، والألباني في السلسلة الضعيفة أنه موضوع، وقد ذكر الألباني أن الصنعاني قال: هذا الحديث مفترى وملحون.
والصواب في الإعراب العالمين، ولكن قال الألوسي في روح المعاني: إن المرفوع تأكيد للضمير أو بدل منه، وذكر أنه خرج على هذا الإعراب قول الشاعر:
وَبِالصَريمَةِ مِنها مَنزِلٌ خَلَقٌ عافٍ تَغَيَّرَ إِلّا النُؤيُ وَالوَتِدُ
ومن النحاة من تأول هذا البيت على أنه وإن كان الكلام موجبا فإن معناه النفي، لأن معنى تغير لم يبق على حاله، فكأنه قال: لم يبق على حاله إلا النؤي والوتد، ويمكن أن يؤول اللفظ المذكور في السؤال نفس التأويل فيقال كأنه قال: الناس غير ناجين إلا العالمون، فيكون العالمون بدلاً هنا.
والله أعلم.