عنوان الفتوى : الحكم من تكرار الأوامر والنواهي والتشريعات في القرآن
لماذا ذكر الله سبحانه وتعالى الحجاب في سورتين (النور والأحزاب) ولم يكن في واحدة فقط، إخوتي سؤالي هو: للفهم وليس للتشكيك أو أي شيء شيء؟ ولكم جزيل الشكر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعل من الحكم التي من أجلها جاء الأمر بحجاب المرأة في غير موضع واحد هو تأكيده والإشارة إلى أهميته وأنه من الفرائض اللازمة التي لا يجوز تركها ولا التخلي عنها.
وقد تكرر كثير من الأوامر والنواهي والتشريعات التي جاءت في القرآن الكريم، كما تلاحظ ذلك جلياً في الأوامر بالصلاة والزكاة وكل العبادات، كما أن النواهي كذلك يتكرر النهي عنها في غير ما موضع نلاحظ ذلك في النهي عن الشرك وعن كل الكبائر.
ومن المعلوم علمياً وتربوياً أن التكرار يرسخ المعلومة ويقنع المتردد.... والتكرار في القرآن الكريم يختلف عن التكرار في غيره فلا يرد بأسلوب واحد.... ولا طريقة مملة أو لغير زيادة فائدة هنا أو هناك.
وخذ مثلا آيات الحجاب في السورتين الكريمتين تجد الأسلوب مخلتفا والفرق واضحا... وكلا الأسلوبين واضح وشيق وممتع يأخذ بالقلب ويلفت الانتباه ويستدعي التأمل والتدبر.
ففي سورة النور يأتي الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم أن يأمر المؤمنين بغض البصر وحفظ الفروج، وللمؤمنات كذلك بغض البصر وحفظ الفروج وعدم إبداء الزينة للرجال إلا ما استثني، وفي سورة الأحزاب يبدأ السياق بالنداء للنبي صلى الله عليه وسلم والأمر له أن يأمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنين أن يدنين عليهن من الحجاب والجلابيب صونا لكرامتهن وبعداً عن أذيتهن...
وبتلاوة الآيات القرآنية وتريددها يتضح لك ما أشرنا إليه، هذا بالإضافة إلى المعاني والحكم التي قد تخفى علينا وتظهر لغيرنا، نسأل الله تعالى أن يفقهنا في دينه ويرزقنا وإياك تدبر كتابه.
والله أعلم.