عنوان الفتوى : واجب المسلم عدم السماح بممارسة الغش
أنا طالب في الجامعة وأثناء أدائي لبعض الامتحانات أرى زميلاً لي في الامتحان وهو يغشفهل علي أن أبلغ المراقب بأن فلانا هذا يغش أو يحاول الغش؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالغش ذنب قبيح وفيه جناية على الدولة وعلى المجتمع، وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم نهياً مطلقاً قال: ومن غشنا فليس منا. أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.
والغش في الامتحان يبطل الحكمة المرادة من الامتحان، ويجعل الكسول والبليد وغير المستحق يفوز على حساب المواظب والذكي والمستحق، وفي ذلك من الظلم واختلال المصلحة ما لا يخفى.
وعليه، فواجب المسلم أن لا يغش ولا يسمح بممارسة الغش، وإذا اطلع على أحد زملائه يحاول الغش فالأفضل أن لا يبادر بإيصال الخبر إلى الإدارة والمراقبين لئلا يتضرر زميله، ولكن يقدم له النصح ويحذره مما يفعله، فإن لم يره يولي اهتماماً لتحذيره فليهدده بإبلاغ المراقبين وغيرهم، وإذا لم يفد كل ذلك فعليه حينئذ أن يُشعر المسؤولين.
واعلم أن ما ذكرناه إنما هو فيمن عرف أن زميله يغش من غير أن يكون تجسس عليه، وأما أن يراقب حركاته، ويفتش أفعاله ويتحسس أموره فذلك هو التجسس المحرم، وراجع فيه الفتوى رقم: 49109.
والله أعلم.