عنوان الفتوى : يريد خطبة فتاة ترغب في إكمال تعليمها والحصول على وظيفة
الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد: فإني أستشير أهل العلم والشرع في الموضوع التالي: أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة، مسلم وأقوم بواجباتي الدينية، مؤمن بالله وكتبه والقضاء والقدر والمكتوب، لي قريبة من الريف المحافظ عمرها 14 سنة، مسلمة وتقوم بواجباتها الدينية، تعجبني وأرغب في الارتباط بها كي أتزوجها عندما ييسر الله لي أمري أي بعد ثلاث أو أربع سنوات إن شاء الله، وصح المكتوب، المشكلة أنها تدرس وترغب في إكمال التعليم والحصول على وظيفة، وهذا حلم يراود كل الفتيات لأنهن لا يدرين شيئاً عن طبيعة المرأة المسلمة التي ينبغي عليها ملازمة البيت وترك مورد الرزق على الله ثم الزوج، إن الله خلقنا أزواجاً وسخر لنا ما في الأرض من خيرات وجعل لكل عبد رزقه، فكلف الرجل بالعمل وكلف المرأة بشؤون البيت والإنجاب،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الزواج شعيرة من شعائر الإسلام، وأمر حض عليه الشرع الحنيف، قال الله تعالى: وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ [النور:32]، وروى البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج.... وقد أحسنت في رغبتك في امتثال هذا التوجية الكريم، ولا حرج عليك إن شاء الله في التقدم لخطبة هذه الفتاة وإخبار أهلها برغبتك، فلعلهم يقنعونها بترك الدراسة أو لعلها تترك رغبتها في مواصلة الدراسة.
واعلم أن صغر سن هذه الفتاة أو رغبتها في التعليم ليس بمانع من الزواج منها بل قد يتعين على المرأة طلب العلم كما هو الحال في العلم الذي تعرف به صحة عقيدتها أو صحة عبادتها، وقد يكون طلب العلم في حقها من فروض الكفاية، كتعلم الطب لتعالج به مثيلاتها من النساء.
لكن مع هذا كله نرى أن الأولى أن لا تتقدم لخطبة هذه الفتاة الآن ما دمت ترى أن الزواج قد لا يتم إلا بعد ثلاث أو أربع سنوات، إذ قد تستجد بعض الأمور التي تؤدي إلى كثير من المفاسد، والقطيعة بين الطرفين كما هو الواقع أحياناً، وللمزيد من الفائدة نحيلك على الفتوى رقم: 2417، والفتوى رقم: 34483.
والله أعلم.