قوات الدعم السريع.. مليشيات سياسية مسلحة أم عصابات نهب؟!
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
البيان/فرانس برس: رصدت وسائل إعلام عالمية شهادات لشهود عيان من ولاية الجزيرة وسط السودان تتحدث عن تفاصيل مروعة للهجمات التي تشنها مليشيات الدعم السريع على القرى والبلدات في الولاية.وتنقل فرانس برس عن مصادرها، بأن أفراد مليشيات الدعم السريع نهبوا كل شيء: السيارات وعربات نقل التجارة والجرارات".وفي الولاية ذاتها، لا يختلف الوضع في مدينة الحصاحيصا على مسافة 50 كلم شمال مدينة ود مدني مركز الولاية.
وقالت الوكالة "السبت طرق باب البيت سبعة أفراد يرتدون زي قوات الدعم السريع ويحملون أسلحة رشاشة وسألوا عن سيارة وضعها أحد معارفنا في منزلنا بعدما نجح في إخراجها من الخرطوم".وأضاف "اخذوها تحت تهديد السلاح".
ودفعت المعارك الدامية التي اندلعت منتصف أبريل بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان ومليشيات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، قرابة 500 ألف شخص للنزوح من الخرطوم الى ولاية الجزيرة التي ظلت في منأى عن النزاع.
لكن قبل أكثر من عشرة أيام تقدمت المليشيات التي تسيطر على معظم انحاء العاصمة السودانية، على الطريق السريع الرابط بين الخرطوم ومدينة ود مدني، وسيطرت على قرية تلو أخرى.وفي 15 ديسمبر، هاجمت مليشيات الدعم السريع ود مدني، ما دفع 300 ألف شخص الى النزوح مجددا سواء الى مناطق أخرى في ولاية الجزيرة أو نحو الولايات المجاورة مثل سنار والقضارف، وفق الأمم المتحدة.والسبت، كانت قوات الدعم على بعد 15 كلم شمال سنار، بحسب ما أكد شهود لفرانس برس.
وأضاف شهود أن "طائرات حربية قصفت تجمعات لمليشيات الدعم السريع شمال سنار، مما أثار الرعب بين السكان".والجيش هو الوحيد بين طرفي الصراع الذي يمتلك قوات جوية.
في المقابل، تفضّل مليشيات الدعم السريع العمل من خلال وحدات خفيفة ومتحركة تتنقل باستخدام شاحنات صغيرة مزودة رشاشات ثقيلة.
وحيثما تمر مليشيات الدعم السريع، ينتاب الرعب السيدات والفتيات من التعرض "لعنف جنسي" وهو تهديد متكرر في هذه الحرب، بحسب ما تقول منظمة رعاية الأطفال "سايف ذا تشيلدرن".وفي سوق الحصاحيصا، شاهد صحفي في فرانس برس أبواب المحال التجارية مفتوحة والبضائع مبعثرة.
وقال عمر حسين (42 عاما) الذي تمتلك أسرته متاجر في السوق "هل جاءت مليشيات الدعم السريع لمحاربتنا نحن كمواطنين أم لقتال الجيش؟".وأكد أن أسرته فقدت كل تجارتها "بعدما تمّ نهب محلاتها وسياراتها".
وفي سوق تمبول، أحد أهم الأسواق التجارية في شرق ولاية الجزيرة، "اقتحمت مليشيات الدعم السريع السوق وهي تطلق النار بشكل عشوائي"، بحسب ما أفاد شهود.ووفق الأمم المتحدة، أسفرت الحرب في السودان عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص، علما بأن العديد من المصادر تقدّر بأن هذه الحصيلة تبقى ما دون الفعلية.
كما أدت الى نزوح 7.1 مليون سوداني، من بينهم 1.5 مليون شخص لجأوا الى الدول المجاورة، وفق الأمم المتحدة التي اعتبرت أن "أزمة النزوح في السودان هي الأكبر في العالم".وأعرب مجلس الأمن الدولي الجمعة عن "قلقة" إزاء تكثيف المعارك في السودان "ودان بشدة" الهجمات على المدنيين وامتداد الحرب الى "مناطق تأوي أعدادا كبيرة من النازحين".